طريقة لحساب كمية المياه الداخلة في مراحل الانتاج المختلفة
١٩ أغسطس ٢٠٠٨لا يقتصر استهلاكنا للمياه النظيفة على اللترات التي نشربها أو نستحم بها، فالماء بطبيعة الحال مادة أساسية تدخل في صناعة وانتاج الكثير من الأشياء التي حولنا. من يصدق مثلا أن فنجان القهوة الواحد يحتاج إلى 140 لتر من المياه، في حين أن انتاج بيضة واحدة يحتاج إلى 135 لترا من المياه حتى توضع على طاولة إفطارنا، وإذا أكلها المرء مع رغيف خبز فإنه يكون بذلك استهلك 30 لترا إضافية.
هذه الأرقام ليست جزافية، فقد قدم الفرع البريطاني من صندوق الحياة البرية WWF طريقة جديدة لحساب معدل استهلاك المياه في عمليات الانتاج المختلفة، وذلك في إطار الدورة الثامنة عشرة للأسبوع العالمي للمياه التي ينظمها المعهد العالمي للمياه في استوكهولم. الطريقة الجديدة تعتمد على تقدير استهلاك المياه في كافة خطوات الانتاج، والتي يسميها العلماء المياه الافتراضية أو Virttuelles Wasser. فمثلا عند حساب كمية المياه المستهلكة خلال انتاج رغيف خبز واحد يتم أخذ في الحسبان المياه المستخدمة في الزراعة وتلك المستخدمة في العجن والخبز، ثم النقل، حتى يصل رغيف الخبز على طاولة المستهلك. إضافة إلى احتساب قيمة أعلى للمياه المستوردة من مناطق مهددة بالجفاف. في هذا الصدد يقول مارتن جايجر خبير المياه في صندوق الحياة البرية "تقع على عاتقنا مسؤولية معرفة مقدار المياه المستهلكة في منتج ما عند استيراده".
مطلوب استهلاك مسؤول للمياه
وتكشف الدراسة العلمية التي قدمها الصندوق عن أرقام مثيرة، فعلى سبيل المثال يصل عدد لترات الماء اللازمة لإنتاج شطيرة هامبورج واحدة إلى 2400 لتر، بينما يصل عددها في كيس (200 جرام) من بطاطس المحمرة (الشيبس) إلى 185 لترا. أما عدد اللترات الداخلة في صنع قميص قطني خفيف فيصل إلى 4100 لترا، وصناعة سيارة واحدة جديدة تستهلك 450 ألف لتر.
وقد استجابت شركات عديدة إلى ناقوس الخطر الذي يقرعه حماة البيئة منذ سنوات بشأن نقص الماء، وبدأوا في تقنين استهلاك المياه في خطوات الانتاج المختلفة. لكن الخبير جايجر لا يرى ذلك كافيا ويطالب الحكومات بأن تكون قدوة صالحة للشركات وأن تؤسس إطار سياسي لتحقيق استهلاك مسؤول للمياه.