صحف: تعامل الائتلاف الحاكم مع "فضيحة إيداتي" يسيء لألمانيا
١٨ فبراير ٢٠١٤تلقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل صفعة قوية، بعد استقالة وزير الزراعة الألماني هانس بيتر فريدريش الجمعة الماضي (15 فبراير/ شباط 2014) بسبب اتهامات بتسريب معلومات سرية تخص نائب الحزب الديمقراطي الاجتماعي سيباستيان إيداتي، المتهم بحيازة صور إباحية لأطفال.
وقد أدت استقالة وزير الزراعة هانس بيتر فريدريش إلى تفاقم التوترات في "الائتلاف الكبير" الجديد في برلين في وقت يحاول فيه الأخير الدفع بإصلاحات معقدة للمعاشات والطاقة المتجددة. وجاءت الاستقالة بعد جدل سياسي حول تسريب فريدريش معلومات سرية عن تحقيق وشيك مع النائب البرلماني البارز من الحزب الديمقراطي الاجتماعي لرئيس حزبه زيغمار غابرييل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وكان فريدريش في ذلك الوقت وزيرا للداخلية في حكومة يمين الوسط السابقة.
وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الخلاف الحالي بشأن فضيحة العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيباستيان إيداتي، لن يؤثر على قوة أداء الائتلاف وتعامله مع القضايا الهامة، غير أن ميركل شددت على ضرورة الكشف عن ملابسات ما بات يعرف في ألمانيا بـ "فضيحة إيداتي"، ودعت إلى الإجابة بشكل مقنع على جميع التساؤلات بهذا الشأن.
وقد استحوذت قضية إيداتي على حصة الأسد في تعليقات الصحافة الألمانية. فقد طالبت نورننبرغر تسايتونغ بوجوب "إيضاح كثير من الحقائق قدر الإمكان في هذه القضية. وهذا ليس في صالح المواطنين الألمان فقط الذين فقدوا ثقتهم فيمن يحكمهم، بل أيضا في صالح سيباستيان إيداتي نفسه، وفي صالح الأطفال الذين هم الضحية الوحيدة" في كل ما يجري، تقول الصحيفة.
من جهتها، قالت شتوتغارته تسايتونغ: "في قضية إيداتي تجتمع كل القرائن التي تبرر فقدان ثقة الناخب الألماني في من يحكمه. من الصعب تحمل حقيقة تسريب وزير الداخلية السابق هانس بيتر فريدريش لمعلومات سرية على هامش مفاوضات التوصل إلى الائتلاف بطريقة تنم عن تعاون غير مسؤول وساذج".
أما صحيفة راينيشه بوست التي تصدر في دوسلدورف، فكتبت تقول:"تزايد شعور بأن هناك نظام سياسي في أزمة. نظامٌ يقوم فيه ممثلو النيابة بتوجيه الاتهام إلى ركائز مهمة في الدولة وتقديم تفاصيل حميمية عن الحياة الشخصية لمتهمين لم يوجه إليهم اتهام رسمي. ورغم أنه في قضية إيداتي يتعلق الأمر بحكم قضائي راسخ سمح للنيابة العامة بالاشتباه المبدئي بإيداتي إلا أن الرادع الذي كان يمنع تغذية الأحكام المسبقة يبدو وكأنه تبدد".
وارتأت صحيفة فولكس شتيمّه الصادرة في ماغديبورغ إلى تسليط الضوء على عودة انعدام الثقة إلى صفوف الائتلاف الحاكم. وكتبت الصحيفة تقول: "وفجأة عادت الثقة المنعدمة بين الجانبين من جديد. بل إنّ الاتحاد المسيحي ذهب إلى درجة مطالبة قيادات الحزب الديمقراطي الاجتماعي بتوثيق تصريحاتهم بأداء اليمين بخصوص عدم تسريب المعلومات ـ التي حصلوا عليها من هانس بيتر فريدريش ـ ".
ويذكر أن الادعاء العام كان قد لمح إلى إمكانية توصل النائب البرلماني المستقيل سيباستيان إيداتي بمعلومات تفيد ظهور اسمه ضمن تحقيقات دولية تتعلق بمواد إباحية عن الأطفال، وهو ما يكون قد أتاح له التخلص من الأدلة التي كان من الممكن أن تدينه. وقد أجمعت جل الصحف أن تعاطي الائتلاف الحاكم مع فضيحة إيداتي سيضر بصورة ألمانيا.