رئيس دايملر كرايسلر الجديد أمام مهام صعبة
جاء خبر تخلي يورغن شريمب رئيس شركة السيارات الألمانية الأمريكية العملاقة دايملر كرايسلر مؤخرا عن منصبه بمثابة هزيمة له، فقد نصحه العديد من أعضاء مجلس إدارة السركة سابقا بالقيام بهذه الخطوة، في إشارة منهم إلى ضرورة حدوث تغييرات في الصفوف القيادية لدايملر كرايسيلر. علاوة على ذلك ازدادت في الاونة الأخيرة انتقادات المسؤولين في الشركة للسياسة التي اتبعها شريمب في الشهور الأخيرة. وعزا المسؤولون ذلك إلى وذلك الأزمة التي ما زالت تعاني منها مرسيدس فرع الشركة الألماني. فقد تكبدت مرسيديس في الفترة الأخيرة خسارات كبيرة، الأمر الذي أرجعته مصادر مطلعة إلى الخسائر المادية التي تعرضت لها سمارت نتيجة عمليات ترميم باشر المسؤولون بالقيام بها في فرع الشركة.
وفي هذا الصدد يرى المختصون أنه من الضرورة أن تتدخل مرسيديس وتحاول تقليص نسبة العاملين في الشركة واتباع سياسة تقشف تهدف الحد من التكاليف الباهضة التي تثقل كاهل الشركة. إلا أن هذا التغيير يتطلب في الوقت ذاته دفع تعويضات عالية للعمال في حال تم تسريحهم. كل هذه العوامل تنعكس سلبيا على استمرارية وكذالك على مردودية الشركة. والآن يتحتم على الرئيس الجديد ديتر تسيتشه التدخل السريع والأمثل لحل هذه المشاكل والدفع بالعملاقة كرايسليه إلى الأمام.
أزمة كرايسله المادية
وعن المشاكل التي تعاني منها مدسيدس، فخر صناعة السيارات اللمانية قال الخبير المالي في قطاع السيارات يورغن بيبرفي حديث خص به موقعنا: "لم تعد ماركة المرسيديس المشهورة تحتل مكانتها المعهودة في السوق الاقتصادية. فإذا ما قارننا بين مردوديتها ومردودية مواطنتها بي إم دبليو، فإنه يتضح لنا أن الفرق بين الشركتين كبير, مما يستوجب على الشركة الحد من النفقات العالية واتباع سياسة تقشف." وفي هذا الصدد تقول مصادر صحيفة ألمانية إن الفائض في عدد عمال الشركة يقدر ب4000 شخص في أحد مصانع السيارات التابعة لكرا يسلير في مدينة "سيندل فينغن" لوحدها. تجدر الإشارة هنا إلى أن الشركة ملزمة بعدم تسريح عمالها لغاية عام 2012، وذلك تمشيا مع قوانين العمل في الشركة. وبهذا لا تتبقى للمدير الجديد آليات كثيرة للحيلولة دون الوقوع في المشاكل المختلفة التي تهدد مستقبل الشركة.
ومن هنا يجب على الرئيس الجديد كذلك الاهتمام بأمور بالشركات التابعة لدليملر كرايسلير مثل سمارت التي تواصل تكبد الخسائر. ونظرا لتدهور الأوضاع في الشركة، فقد اضطرت الإدارة إلى القيام بتغييرات داخلية تتمثل في تسريح 700 عاملا.
سمعة الشركة بين يدي تسيتشه
يجب على الرئيس الجديد للعملاقة دايملر كرا يسلير العمل على تحسين سمعة الشركة خصوصا في اوساط المساهمين وكذلك واسترجاع مكانتها الإيجابية في الأسواق العالمية. وبالرغم من تعدد المشاكل يتوقع المختصون أن تحقق الشركة بقيادة تسيتشه الأهداف المنشودة التي وضعتها نصب أعينها.
تقرير: صفاء جاري ـ دويتشه فيله