جمعية "يالا عربي": تأصيل للهوية ومساعدة على الاندماج
١٧ فبراير ٢٠١٣الدكتورة" لينا ياسين" مؤسسة الجمعية، هي أكاديمية فلسطينية شابة، تقيم وتعمل في ميونيخ، التقيت بها للتعرف علي أهداف ونشاطات الجمعية والدور الذي تلعبه في لم شمل الأسر العربية المقيمة في موينخ والمناطق المحيطة، ومن ثم مساهمتها في الاندماج داخل المجتمع الألماني .
"بدأ اهتمامي بفكرة إنشاء الجمعية عندما كنت ابحث عن طريقة مثالية لتعليم ابني الصغير اللغة العربية. كنت ابحث عن نظام تعليمي للغة العربية يتوافق من حيث المستوى مع سن ابني الصغير آنذاك. الخيار الوحيد هو إرساله إلى المدرسة العربية في ميونيخ". ووجدت المتحدثة أن طريقة تعليم اللغة العربية في تلك المدرسة تقليدية وتنطلق من النظم التعليمية في الدول العربية. " لا تأخذ المدرسة بعين الاعتبار أن اللغة العربية أصبحت لغة أجنبية بالنسبة لأطفال الجيل الثاني الذين ولدوا ويترعرعون في هذا البلد، حيث يجب عليهم تعلم اللغة الألمانية كلغة أساسية، وليس اللغة العربية. من هذا المنطلق بدأت أفكر في إنشاء جمعية لتدريس اللغة العربية للأطفال في مرحلة أولي". وتضيف قائلة: "لقد استفدت في هذا الإطار من عملي كمحاضرة في جامعة ميونيخ وأيضا من عملي كمخرجة مسرحية هاوية حيث وظفت خبرتي وعملت على دمج طريقة التحصيل بالفنون لتسهيل عملية التلقين التي يتقبلها الأطفال بشكل أفضل. ووجدت الفكرة ترحيب عددا من الأسر، وعندئذ تأسست الجمعية التي بدأت تتطور وتأخذ شكلها الحالي كجمعية اجتماعية ثقافية.
حفلات غنائية في "يالا عربي"
لا ترتبط جمعية "يالا عربي" بأي فكر ديني أو موقف سياسي معين، وهي مفتوحة على جميع الناس، وكما تقول السيدة ياسين فإن "الاسم سهل ومختصر وتبدو فيه البساطة والحركة، وهو يجسد أفكار وأهداف الجمعية التي تخلو من التعقيدات وتهدف إلى الالتقاء ومحاولة محاكاة الأجواء العربية عبر ممارسة اللغة أو الأنشطة الثقافية المختلفة وحفلات الترفيه وطهي الطعام.
في إحدى حفلات الجمعية تجمع عدد كبير من المدعوين من العائلات العربية أو العربية الألمانية المختلطة نظم أعضاء الجمعية أنفسهم فقرات الحفل المتنوعة التي شملت موسيقي وأغاني ورقص وطبخ أطباق الطعام العربي من لبنان وسوريا وفلسطين ومصر والمغرب.
من ابرز سمات الحفل ملاحظة أن العائلات العربية تجتمع في عائلة واحدة ،لا يفصل بينها حدود ثقافية ولا فوارق اجتماعية .وفي هذا الإطار تري لينا ياسين أن مثل هذا الحفل هو مناخ مناسب للأسر العربية للتعارف والتقارب بينها، وهذا هو أحد الدوافع الأساسية في إنشاء الجمعية، خاصة وأن ميونيخ بها عدد لا بأس به من المهاجرين العرب.
"اللغة مفتاح تأصيل الهوية"
وتعبرا لدكتورة لينا ياسين عن اعتقادها أن تعلم اللغة العربية هو مفتاح تأصيل الهوية العربية لدى الأطفال هذا الاتصال"إننا نقدم دروس بطريقة مستحدثة نجمع فيها بين تعليم اللغة والغناء، إنها طريقة ممتعة بالنسبة للأطفال والمدرس. وقد تبدو اللغة العربية صعبة بالنسبة للذين ولدوا هنا، غير أننا نسلك طرقا ممتعة في التعليم". وتضيف المتحدثة قائلة: "نحن نؤمن أن أطفالنا لن يندمجوا في المجتمع الألماني دون التعرف علي تاريخهم وهويتهم التاريخية والثقافية في سن مبكر حتي". حوالي ثلاثين تلميذا بالإضافة إلى بعض الطلاب الألمان يشاركون حاليا في دروس اللغة العربية و في حلقات رقصة الدبكة والأغاني العربية. وتقول الدكتورة لينا ياسين: "ننظم حلقات دراسية في رقصة الدبكة، فكل مجموعة تتكون من خمسة ذكور وخمسة نساء، وقد لاحظنا أن الألمان يحبون التعرف علي هذا النوع من الفنون العربية" .
تتجلى أنشطة الجمعية في أشكال شتى، مثلا في " نادي الكتاب" حيث يلتقي الأعضاء مرة في الشهر لمناقشة احد الكتب أو للحديث مع احد الكتاب العرب أو الألمان حول قضايا أدبية مختلفة. "نقدم أيضا أعمالا فنية ورياضية ، وتقوم سيدة متخصصة بتدريب الأمهات على بعض الأنشطة والأعمال اليدوية والفنية، كما نقدم دورات رياضية للأمهات في اللياقة البدنية، وننظم برامج تبادل طلاب المدارس مع العالم العربي خلال الإنجازات الصيفية.