تواصل التصعيد بين إسرائيل وغزة ومصر تستدعي سفيرها في تل أبيب
١٤ نوفمبر ٢٠١٢تواصل التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس، بعد اغتيال القائد العسكري لكتاب القسام، الجناح العسكري للحركة، احمدي الجعبري الأربعاء (14 تشرين ثان/ نوفمبر 2012). وتواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت "عددا كبيرا من مواقع الصواريخ الطويلة المدى التابعة لحركة حماس"، حسب بيان للجيش الإسرائيلي الذي أضاف أن "الهدف من استهداف هذه المواقع هو عرقلة قدراتهم على إطلاق الصواريخ". وحسب حركة حماس فقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل ثمانية فلسطينين، بينهم احمد الجعبري القائد البارز في كتائب القسام، وأكثر من 60 جريحا وصفت حالة عدد منهم بالحرجة.
من جانبها أعلنت كتائب "القسام" شروعها بإطلاق عشرات القذائف على جنوب إسرائيل. وقالت الكتائب على موقعها الإلكتروني إنها قصفت بعشرات القذائف الصاروخية مدينة بئر السبع وبلدات إسرائيلية في منطقة النقب الغربي. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية اعترضت 15 صاروخا من طراز (جراد) روسي الصنع باتجاه مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل. وذكرت الإذاعة أن انفجار القذائف لم يسفر عن وقوع إصابات إلا أن أحد الصواريخ أصاب مركزاً تجاريا مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية، فيما أطلقت صواريخ باتجاه أماكن أخرى في النقب الغربي.
وفي القاهرة أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، ياسر علي، في تصريح بثه التلفزيون المصري أن الرئيس محمد مرسي قرر "سحب السفير المصري لدى إسرائيل" وطلب من وزارة الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة للتعبير عن الاحتجاج على "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة".
إسرائيل تهدد بتوسيع العملية
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل "مستعدة لتوسيع" العملية في قطاع غزة في حال اقتضى الأمر. وقال نتانياهو في خطاب متلفز بعد الغارات "وجهنا اليوم رسالة واضحة إلى حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى، وهي أنه في حال اقتضى الأمر فنحن مستعدون لتوسيع العملية" في غزة. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة "إذا اقتضى الأمر" بعد اغتيال الجعبري. كما نقل مكتب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيري في بيان له إن بيريس أطلع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحماس واصفا الجعبري بأنه كان يمارس "القتل الجماعي". وقال البيان إن بيريس ابلغ أوباما بأن قتل الجعبري هو رد إسرائيل على تصاعد إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر عبر الحدود من غزة. ونقل عنه قوله "إسرائيل لا تريد إذكاء اللهب لكن على مدى الأيام الخمسة الأخيرة كان هناك إطلاق مستمر للصواريخ على إسرائيل ولم يعد بإمكان الأمهات والأطفال النوم ليلا".
أما الولايات المتحدة فقد أدانت "بشدة" إطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل وأيدت حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها. وقال مارك تونر مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان "ليس هناك أي مبرر للجوء حماس ومنظمات إرهابية أخرى إلى العنف ضد الشعب الإسرائيلي"، مؤكدا "دعم" واشنطن "لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
دعوات دولية لوقف التصعيد
من جانبه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ. وأعلنت حكومة حماس المقالة، وغير المعترف بها دوليا، أنها بعثت بشكوى إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وقال دبلوماسي قال دبلوماسي رفيع بالجامعة العربية إن الجامعة "ستبحث الهجوم الإسرائيلي على غزة في اجتماع خاص يعقد الخميس أو السبت".
وتوالت الدعوات الدولية لوقف التصعيد، وطلب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله "جميع الأطراف للحفاظ على أعلى درجات ضبط النفس". كما دعا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي في الرياض، لوقف العنف في قطاع غزة. وفي نيويورك قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان غي مون دعا إسرائيل وحركة حماس لمنع تصعيد العنف وحث الجانبين على ضمان حماية المدنيين. وقال المتحدث مارتن نسيركي "الأمين العام يدعو لوقف تصعيد التوتر فورا." كما دعت وزارة الخارجية البريطانية "كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس لتفادي تصعيد خطير" في قطاع غزة.
ع.خ/ع.ج.م (د.ب.ا، ا.ف.ب، رويترز)