تقرير الأمم المتحدة عن صحاري العالم يحذر من ضياع الثروات الكامنة فيها
٧ يونيو ٢٠٠٦تحتل الصحاري ربع مساحة اليابسة على سطح الكرة الأرضية. وتعد المناطق الصحراوية من أفضل المواقع المحتملة لمولدات الطاقة الشمسية غير الملوثة للبيئة والتي لا ينتج عنها انبعاثات تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن النباتات التي تنمو في الصحاري تشكل مصدراً هاماً للغذاء في حالات نقص الماء. لكن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة يحذر في تقريره الصادر بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي من أن هذه المساحات الكبيرة، التي تضم نباتات وحيوانات نادرة ومفيدة باتت مهددة بسبب التغيرات المناخية وسوء استغلال البشر لها.
المناطق الصحراوية في خطر
يدق التقرير الصادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة ناقوس الخطر، إذ ينبهه على أن الصحاري تواجهه حالياً تغيراً لأنماط سقوط الأمطار. أما المياه الجوفية الناضبة في عمق الصحراء فتتبدد مع مرور الوقت بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض. وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، 2 حزيران/يونيو 2006، أكد كافيه زاهيدي، نائب مدير برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، على أن "تغير المناخ والطلب المكثف على المياه والطاقة والتعدين والسياحة والملوحة"، من أبرز الضغوط التي تواجهها الصحاري اليوم. أما أطراف الصحاري فتعاني من الضغوط الناجمة عن الأنشطة الإنسانية.
نقص المياه
وأوضح التقرير أن منسوب الأمطار التي تسقط على صحراء داشتي الكبرى في إيران انخفض بنسبة 16 بالمائة كل عشر سنوات في الفترة ما بين عامي 1976 و2000. كما انخفض منسوب الأمطار في صحراء كالاهاري بجنوب قارة أفريقيا بنسبة 12 بالمائة وفي صحراء اتاكاما في شيلي بنسبة ثمانية بالمائة. وأدت العوامل المناخية إلى تقلص نهر ريو جراندي بالولايات المتحدة الى مجرى هزيل لمياه مالحة بعد ان كان نهراً عذباً جارفاً وانكمش كذلك نهر اورانج في جنوب أفريقيا.
هبة الصحراء
كل هذه العوامل تهدد الصحاري، التي تحتوي أيضاً على نباتات يمكن الاعتماد عليها كمصدر غذائي في حالات نقص الماء. ومن بين هذه النباتات نبتة تعرف باسم نيبا عثر عليها في صحراء سونوران بغرب المكسيك وهي خضراء وتنتج حبوباً بحجم القمح ومقاومة للجفاف ويمكن أن تنمو على المياه المالحة. يؤكد تقرير برنامج البيئة على أن هذه النباتات مرشحة لكي تكون محصولاً غذائياً عالمياً كبيراً وقد تصبح هبة الصحراء للعالم.
لكن هذه الهبة في طريقها للضياع في ظل المخاطر، التي تواجهها الصحاري بسبب إهدار المياة الجوفية. في هذا السياق يقول اندرو وارن من جامعة لندن: "الحل فيما يتصل بمياه الصحراء يكمن في الكف عن استغلالها بغباء." ومن ناحية أخرى فإن المجتمع البشري في المناطق الصحراوية معرض مثله مثل التنوع الطبيعي للخطر. ويحذر التقرير من أن حضارة البدو الرحل في صحاري العالم أصبحت مهددة بسبب نقص الأمطار كما ان تقلص موارد المياه يهدد بحروب محلية.