بيت المناخ– الفصول الأربعة والمناطق المناخية المحتفلة تحت سقف واحد
١٦ يوليو ٢٠٠٩تحوّلت مدينة بريماهافن (Bremerhaven) الألمانية الواقعة على بحر الشمال إلى قبلة الزوّار ليس من مختلف أنحاء ألمانيا فحسب، وإنّما أيضا من أوروبا والعالم أيضا بعد افتتاح بيت المناخ "ثماني درجات شرقا". وتعود هذه التسمية إلى اختيار مكان المتحف على خط الطّول ثماني درجات شرقا. ويُعدّ "بيت المناخ" (Klimahaus) بمثابة متحف من نوع خاص تجتمع تحت سقفه مختلف نماذج المناخ: من المناخ الصّحراوي الجافّ مرورا بالمناخ الاستوائي الرّطب وصولا إلى المناخ القطبي الجليدي.
الفصول الأربعة ومناطق العالم تحت سقف واحد
وبالتّالي، فإن الزوّار يعيشون تقريبا كلّ فصول السّنة وكلّ درجات الحرارة في غضون ساعات فحسب. فعلى مساحة 11.500 متر مربّع تمّت محاكاة المناطق المناخية المختلفة على سطح الأرض، وتوزيعها على خمسة طوابق، حيث بإمكان الزوّار الانتقال من مرعى فوق أحد جبال الآلب في سويسرا إلى جزيرة ساردينيا أو إلى صحراء النيجر أو إلى المناطق الاستوائية في الكامرون أو غابات سامويا في وسط المحيط الهادي أو آلاسكا وغيرها من المناطق.
ولهذا الغرض قام المنظّمون بمحاكاة المعطيات المناخية لهذه المناطق بأدقّ التفاصيل، من خلال تزويدها بتصميمات ومجسمات تشبه جبال ورمال الصّحراء والمستنقعات المائية أو الأشجار العالية والثلوج. كما أنّه بالإمكان في المتحف استنشاق بعض الروائح مثل رائحة أعشاب معيّنة أو حتّى معايشة هطول الأمطار. وعقب انتهاء الزوّار من التمتّع بالعروض المناخية المختلفة بإمكانهم استعراض نتائج زيارتهم ووضع استراتيجيات مختلفة للتوفير في الطاقة في حياتهم اليومية.
تجهيزات فنية عالية التقنية
على صعيد آخر، يتوقّع المنظّمون أن يستقطب بيت المناخ نحو 600 ألف زائر سنويّا، كما يتوقعون بأن تستقطب مختلف العروض المناخية خلال العطلة الصّيفية إلى ما يصل إلى خمسة آلاف زائر في أفضل الأيّام. هذا، ويشارك في تنظيم العروض معهد ألفريد فيغينير للأبحاث القطبية والبحرية، وذلك من خلال عدد من القطع المعروضة. ومن خلال التعاون مع علماء المعهد من المنتظر تعزيز العروض المناخية بتقارير علمية يتمّ تحديثها بصفة متواصلة. بالإضافة إلى ذلك يرافق العروض المناخية فيلم يبلغ طوله ستّة ساعات ويتضمّن العروض المناخية المختلفة. ويحلّ هذا الفيلم محلّ اللّوحات التوضيحية التي تعلّق عادة أمام القطع المعروضة لتقديم الزائر مزيدا من المعلومات. كما حرص المنظّمون على إضافة ثلاثة عروض أخرى تهدف إلى توعية الزوّار بتداعيات التغييرات المناخية. وتظهر هذه العروض الإضافية - من خلال عدد من التجارب - التصرّفات المتسببة في التقلّبات المناخية، بالإضافة إلى تاريخ المناخ ودور الفرد في الحفاظ أو الإضرار بالبيئة.
على صعيد آخر، يسعى بيت المناخ "ثماني درجات شرقا" من خلال عدد من الإجراءات إلى التوفير في الطّاقة مثل استعمال مياه الأمطار في دورات المياه. ويسعى المنظّمون من خلال عروض بيت المناخ ليس إلى تعريف الزوار بمختلف نماذج المناخ على سطح الأرض، وإنّما أيضا إلى مزيد من التوعية والتأثير في السّلوكيات إزاء البيئة والمناخ.
(ش.ع / د.ب.أ / ك.ن.أ / أ.ب.د)
تحرير: عبده المخلافي