بعد أربع سنوات على رحيله، القذافي مازال حاضرا
٢٠ أكتوبر ٢٠١٥مرت أربع سنوات على سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي الذي حكم ليبيا أزيد من أربعة عقود بقبضة من حديد. ومع كل ذكرى يسترجع العالم والليبيون خصوصا صور سقوط القذافي بين أيدي الثوار ومقتله بطريقة وصفت من قبل الكثيرين آنذاك بالبشعة والوحشية، لكن فئة أخرى فضلت التغاضي عن ذلك والتركيز على أن نهاية القذافي ستكون بداية لدولة حقيقية في ليبيا، بيد أنه بعد مرور أربع سنوات مازال هذا البلد المغاربي يغرق في الفوضى والاقتتال عدا عن ما يواجهه من خطر الجماعات الإرهابية وهاجس التقسيم وتحول ليبيا إلى نقطة انطلاق للمهاجرين نحو أوروبا.
إرث القذافي مازال يثقل كاهل الليبيين حتى مع مرور أربع سنوات على رحيله كما يرى بعض المراقبين. وحتى اتفاق السلام الذي خرجت به الفصائل الليبية بعد مفاوضات مطولة، وكان ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهد لانتخابات جديدة، يبدو أنه نُسف أو في طريقه إلى ذلك بعدما أعلن نواب ليبيون، أمس الاثنين (20 أكتوبر/تشرين الأول 2015)، أن البرلمان المعترف به دوليا قرر وبالاجماع رفض المسودة الحالية للاتفاق السياسى الذى ترعاه بعثة الأمم المتحدة، كما رفض حكومة الوفاق الوطنى المقترحة، ما يفتح الوضع نحو المزيد من التصعيد. وجاء القرار قبل يوم من الموعد الذى حددته بعثة الامم المتحدة لبدء تنفيذ الاتفاق الهادف إلى انهاء الانقسام السياسي والنزاع العسكري فى ليبيا عبر تشكيل حكومة تقود مرحلة انتقالية لعامين.
سخرية من الواقع المرير
وقتل القذافي في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011 على يد مجموعة مسلحة في مدينة سرت، مسقط رأسه. وتعيش ليبيا منذ سقوط نظامه على وقع اضطرابات ونزاع على السلطة بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة طرابلس وكل منهما متحالف على الأرض مع جماعات مسلحة. وتُتهم دول كالسعودية وقطر ومصر وتركيا بتهييج هذا النزاع من خلال دعمها للطرف الذي يخدم مصالحها المتناقضة.
ونتيجة لاستمرار النزاع تخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو/تموز 2014.
على مواقع التواصل الاجتماعي لقي هذا الموضوع تفاعلا كبيرا وخصوصا على تويتر حيث انتشرت بشكل كبير صور وتغريدات ركز بعضها على ذكرى وفاة القذافي بينما تناولت تعليقات أخرى قرار برلمان طبرق. اختلفت مواقف المغردين مما يحدث في ليبيا واختلفت أساليبهم أيضا فبينما تناول بعضهم ما يحدث بجدية كبيرة تتماشى مع ما تشهده ليبيا من أخطار، اختار آخرون السخرية للتفاعل مع الواقع المرير، مثل الرجوع إلى خطابات القذافي التي لطالما كانت مضامينها مثيرة للجدل والسخرية.
تشفي وترحم
واعتبر المغرد صفوان أبو سهمين تزامن ذكرى مقتل القذافي مع نهاية ولاية برلمان طبرق صدفة غريبة، بينما نشرت المدونة الليبية الشهيرة غيداء تواتي على صفحتها على تويتر أن طرابلس تشهد احتفالات بنهاية برلمان طبرق. وفي تغريدة أخرى وصفت برلمان طبرق بانه أكبر كارثة في ليبيا.
تعليقات بعض الليبيين اتجهت نحو "التشفي" في القذافي والطريقة التي قتل بها. ورغم كل ما تشهده ليبيا من انفلات أمني في عهد ما بعد القذافي إلا أن فئة من المغردين اعتبرت وفاته حدثا إيجابيا في تاريخ بلدهم مثل مغرد باسم جيش الفاتح أبو عامر.
بالمقابل علق بعض الليبين على وفاة القذافي بالقول إن السنوات القليلة الماضية أثبتت أن الأخير لم يكن مشكلة ليبيا الحقيقية كما يعتقد مشترك باسم أوس.
وفي الوقت الذي مازال يحمل فيه الكثير من الليبين القذافي مسؤوليية ما تشهده ليبيا حاليا بسبب تغييبه للمؤسسات الدولة، انتشرت صور وتعليقات أخرى على تويتر تترحم على روح القذافي، وتصفه بالبطل معتبرة أن ليبيا ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لو بقي على قيد الحياة.