بدأ العد العكسي للحسم في رئاسة المفوضية الأوروبية
١٦ يوليو ٢٠١٩في خطابها الترويجي قبل تصويت البرلمان الأوروبي على اختيارها للمنصب مساء الثلاثاء (16 يوليو/ تموز 2019)، تطرقت المرشحة لتولي رئاسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، لعدد من الموضوعات الشائكة في محاولة لإقناع البرلمان في ستراسبورغ للتصويت لها.
ومن أبرز هذه القضايا التشديد على وحدة أوروبا، وملف بريكست حيث لم تستبعد إرجاء جديدا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حال توفرت أسباب وجيهة لذلك. كما أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية عزمها فرض ضرائب عادلة على شركات الإنترنت الكبيرة، مشيرة إلى أنه "ليس من المقبول أن تحقق هذه الشركات أرباحا دون أن تدفع ضرائب... إذا كانت تريد أرباحا، يتعين عليها تحمل تكاليف أيضا".
يُذكر أن محاولة تطبيق ضرائب رقمية في الاتحاد الأوروبي باءت بالفشل خلال الأشهر الماضية بسبب معارضة إيرلندا والدول الإسكندنافية. ويُجرى الإعداد حاليا على مستوى الدول الصناعية والصاعدة العشرين الكبرى ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لإصلاحات ضريبية عالمية أكثر شمولا.
وتعهدت فون دير لاين بالقيام بمحاولة جديدة لحل الخلاف المستمر منذ سنوات حول سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي. وقالت السياسية المنتمية للحزب المسيحي الديمقراطي إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي خفض الهجرة غير النظامية والتصدي لمهربي البشر، لكن مع الحفاظ على حق اللجوء وتحسين أوضاع اللاجئين، موضحة أنه يمكن تحقيق ذلك عبر توفير ما يسمى بـ"الممرات الإنسانية" على سبيل المثال، والتي تقدم للأشخاص المعوزين للحماية طريقا آمنا إلى أوروبا.
ولم تخلو كلمتها أيضا من المطالبة بالمساواة بين الجنسين في المناصب القيادية للمفوضية والتي لا يزال يسيطر عليها الرجال.
إشارات للاشتراكيين والليبراليين
وفي خطابها هذا حاولت فون دير لاين إرسال إشارات مطمئنة للاشتراكيين والليبراليين، وهما الكتلتان اللتان سيحددان ترشيح فون دير لاين للمنصب. وفي هذا الإطار قطعت فون دير لاين أيضا وعودا تتعلق بقضايا حماية المناخ والحقوق البرلمانية، بما في ذلك مقترح جديد لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ورغم أن رسائل فون دير لاين قوبلت إل غاية اللحظة بترحاب، إلا أن هناك حالة من عدم الثقة حيال التزامها بهذه الوعود على نحو فعلي، وفق تصريحات لنواب اشتراكيين في البرلمان الأوروبي للوكالة الألمانية (د ب أ).
يذكر أن السياسية الألمانية تحتاج للحصول على منصب رئاسة المفوضية تأييد الأغلبية المطلقة من البرلمان الأوروبي البالغ عدد أعضائه حاليا 747 عضوا. وهو أمر غير مؤكد إلى غاية اللحظة، حيث لا يدعمها بشكل واضح حتى الآن سوى كتلة المحافظين (حزب الشعب الأوروبي)، والذي يشغل في البرلمان 182 مقعدا. بينما لم تستقر الكتلة البرلمانية للبراليين (108 مقاعد) أو الاشتراكيون الديمقراطيون (153 مقعدا) على موقف محدد بشأن التصويت، فيما أعلنت كتلتا الخضر واليسار عزمهما التصويت بـ(لا).
كما رفضت المجموعة اليمينية المحافظة (ايه كيه آر) في البرلمان التأكيد على دعم فون دير لاين، وهو ما عقبت عليه الأخيرة في خطابها الترويجي بالقول: "إنها سعيدة" بعدم دعم الشعبويين لها.
و.ب/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)