بايدين وشولتس يدينان تصعيدا روسيا "إضافيا"..وبوتين يتهم كييف
٩ أكتوبر ٢٠٢٢اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد (09 أكتوبر/تشرين الأول) أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي ألحق اضرارا السبت بجسر القرم، واصفا ما حصل بإنه "عمل إرهابي" ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.
وقال بوتين خلال اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية، بحسب مقطع مصور بثه الكرملين، إن "المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية".
وأضاف "ليس هناك أدنى شك في أنه عمل إرهابي يهدف إلى تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة".
وصباح السبت، ألحق انفجار كبير قالت السلطات الروسية إنه نتج من شاحنة مفخخة اضرارا بجسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي تم ضمها في 2014.
وكانت روسيا أحجمت حتى الآن عن توجيه الاتهام إلى كييف في هذا الهجوم الذي خلف ثلاثة قتلى، علما أن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها عنه واكتفى مسؤولوها بالإدلاء بتعليقات ساخرة.
تركيا تعلن عن مبادرة
من جهة أخرى، قال رئيس اللجنة البرلمانية التركية المشتركة للاتحاد الأوروبي إسماعيل أمراه قارايل، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن أنقرة تعمل على عقد مفاوضات بين روسيا و4 دول غربية.
وأعلن أن الدول الغربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأن اللقاء سيكون مدينة إسطنبول التركية في حال وافقت البلدان المعنية على ذلك للمساهمة في خفض حدة التوتر عالميا.
وأضاف: "ترغب تركيا في لعب دور الوسيط في التوترات القائمة بين روسيا ودول الغرب، وتقوم بما يقع على عاتقها من أجل ذلك بناء على علاقاتها الجيدة مع روسيا ودول الغرب".
أوكرانيا: استعدنا 1170 كلمترا في خيرسون
من جهة أخرى قالت متحدثة عسكرية أوكرانية إن أوكرانيا استعادت أكثر من 1170 كيلومترا مربعا من الأراضي في منطقة خيرسون الجنوبية منذ بدء هجومها المضاد على القوات الروسية في أواخر أغسطس آب.
وحققت أوكرانيانجاحا باهرا بهجومها في شمال شرق البلاد، لكن لا تزال تواصل منذ فترة سعيها الدؤوب في الجنوب لإنهاء الوجود الروسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وقالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية إن أوكرانيا تحرز تقدما على جبهة خيرسون، لكن هناك الكثير مما يتعين القيام به لتأمين الأراضي المستعادة حديثا.
وأضافت للتلفزيون الوطني الأوكراني "العمل مستمر لتوحيد الأراضي وتطهيرها والقيام بعمليات تثبيت الوضع بينما نواجه العديد من المفاجآت التي خلفها المحتلون (الروس) عندما ندخل التجمعات السكنية".
قصف أوكراني لروسيا
ورصدت أجهزة الأمن الروسية (إف إس بي) الأحد "ازديادا ملحوظا" للقصف الأوكراني الذي يستهدف الأراضي الروسية المحاذية لأوكرانيا وأسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين خلال الاسبوع الفائت.
وقالت أجهزة الأمن التي تتولى أيضا مراقبة الحدود في بيان "منذ بداية تشرين الأول/اكتوبر، ازداد في شكل ملحوظ عدد الهجمات من جانب مجموعات مسلحة أوكرانية على أراضي روسيا الحدودية".
وتطاول الهجمات خصوصا منطقة بيلغورود المحاذية لخاركيف في أوكرانيا، حيث استعادت القوات الاوكرانية السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة منذ بداية ايلول/سبتمبر، وصولا الى الحدود. وأوردت أجهزة الامن الروسية أن منطقتي بريانسك وكورسك الروسيتين مستهدفتان أيضا.
وأضافت "خلال الاسبوع الفائت، سجلت أكثر من مائة عملية قصف لـ 32 بلدة، مع استخدام أنظمة متعددة لإطلاق الصواريخ ومدفعية و(قذائف) هاون وطائرات مسيرة".
البيت الأبيض: سنواصل دعم أوكرانيا
من جهته قال البيت الأبيض اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستواصل إمداد أوكرانيا بالأسلحة لكنه أحجم عن التعليق على انفجار تسبب في إلحاق أضرار بجسر للقطارات والمركبات بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، لشبكة (إيه.بي.سي) "ليس لدينا ما نضيفه للتقارير المتعلقة بالانفجار الذي وقع على الجسر. ليس لدي أي شيء لأوضحه بهذا الشأن".
وتابع "ما يمكنني قوله هو أن السيد بوتين هو من بدأ هذه الحرب والسيد بوتين هو من بإمكانه أن ينهيها اليوم، ببساطة عن طريق نقل قواته إلى خارج البلاد". وذكر أن كلا الجانبين بحاجة إلى إيجاد سبيل للتفاوض على إنهاء الحرب لكن الرئيس الروسي لم يظهر اهتماما بذلك.
وفي سياق متصل، أجرى المستشار الألماني أولاف شولتس محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم
الأحد واتفقا على أن التهديدات النووية الأحدث الصادرة عن الكرملين "غير مسؤولة" وأن قرار روسيا بالتعبئة الجزئية "خطأ فادح"، بحسب بيان للحكومة الألمانية.
وأضافت الحكومة الألمانية في البيان أن الاتصال الهاتفي الذي استمر نحو ساعة ركز على الاستعدادات الجارية لاجتماعات دول مجموعة السبع ومجموعة العشرين المقبلة التي ستتناول الغزو الروسي لأوكرانيا وعواقبه.
وذكر البيان أن الزعيمين اتفقا على عدم القبول نهائيا بضم روسيا للأراضي الأوكرانية، واصفين ذلك بأنه تصعيد إضافي. واتفقا كذلك على أن إعلان التعبئة الجزئية أظهر "الثمن المرير" الذي يتعين على الروس دفعه بسبب حسابات الرئيس فلاديمير بوتين الخاطئة.
إ.ع/م.س ( أ ف ب، رويترز، د ب أ)