بالصور: المانشافت في مونديال 2010 - مسيرة بين الفرح والدموع!
١٢ يوليو ٢٠١٠انطلقت المهمة في الثالث عشر من الشهر الماضي أمام أستراليا، وحينها بعث المنتخب الألماني إشارة قوية إلى المنتخبات الأخرى بأنه عازم على أكثر من التأهل في دور المجموعات. وأحرز لوكاس بودولسكي في الدقيقة الثامنة من عمر المباراة، أولى أهداف ألمانيا في هذه البطولة....
...وذلك قبل أن يعزز ميروسلاف كلوزه النتيجة بهدف آخر في الشوط الأول. لكن النتيجة لم تبق عند هذا الحد بل سجل كل من توماس مولر وكاكاو هدفين آخرين، لتصبح النتيجة رباعية نظيفة، مع أداء هجومي رائع أسكت نقاد المدير الفني يوآخيم لوف الذي اختار المهاجم ميروسلاف كلوزه أساسيا كرأس حربة رغم تدني مستواه بشكل كبير مع فريقه البافاري.
غمرت الفرحة ألمانيا برمتها وخرج الآلاف إلى شوارع المدن احتفالا بالعرض الكروي المبهر لمنتخب بلادهم.
وفي الجولة الثانية، يقف المنافس الجديد بالمرصاد. إنه المنتخب الصربي الذي انهزم في مباراته الأولى أمام غانا، ما يعني أنه دخل المباراة مصمما على استحواذ نقاطها الثلاث لتعزيز حظوظه للتأهل إلى دور الستة عشر من البطولة. وهذا ما حصل بالفعل إذ مني المانشافت بهزيمة بهدف دون مقابل في مباراة لعب فيها حكم المباراة دورا مهما....
الحكم الإسباني ألبرتو أونديانو لم يبخل في توزيع البطاقات... ومن بينها خمس بطاقات صفراء وواحدة حمراء أشهرها في وجه ميروسلاف كلوزه، ما جعل المنتخب الألماني يكمل المباراة بعشرة لاعبين فقط.
وأهدر لوكاس بودولسكي ضربة جزاء، ومن تمّ إمكانية إحراز التعادل بعد هدف السبق الصربي الذي حمل توقيع اللاعب ميلوس كراسيتش. وتصدى الحارس فلاديمير ستوبكوفيتش للكرة التي سددها بودولسكي من ضربة جزاء ليحصل الحارس بعدها على جائزة "رجل المباراة".
الفرحة التي غمرت مشجعي المانشافت سرعان ما تبخرت، فقد بات أمام المنتخب الألماني الفوز في مباراته أمام غانا لضمان بطاقة التأهل.
كيفين برينس بواتينغ (اليمين)، لاعب خط وسط المنتخب الغاني لعب في تلك المباراة ضد شقيقه حامل قميص المنتخب الألماني جيروم بواتينغ ضمن مباراة ألمانيا وغانا في الجولة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات .
مسعود أوزيل يمنح عبر هدف الفوز الذي أحرزه في تلك المباراة بطاقة التأهل لألمانيا لبلوغ دور الستة عشر برصيد ست نقاط. وحالف الحظ أيضا منتخب غانا في بلوغ الدور اللاحق بعد خسارة صربيا أمام أستراليا بهدفين مقابل هدف يتيم.
في رحلة قام بها المنتخب الألماني إلى الأدغال الإفريقية، بدا اللاعبون في سيارتهم المغطاة وكأنهم يخافون من الأسود الثلاثة. الأمر الذي اعتبرته الصحافة الانكليزية مشهدا معبرا عن "الخوف" الذي يشعر به المنتخب الألماني من الفريق الانكليزي الذي يلقب أيضا بمنتخب "الأسود الثلاث". غير أن الحقيقة كانت مختلفة تماما!
إذ أن ماكينة الأهداف الألمانية انطلقت منذ الدقيقة العشرين عبر ميرو كلوزه، ثم بودولسكي (32)...
توماس مولر، الموهبة الفذة، تألق هو الآخر بشكل كبير في هذه المباراة وأحرز هدفين في الشوط الثاني.
في حين أحرز المنتخب الانكليزي هدفا واحدا عبر إبسون في الدقيقة السابعة والثلاثين، ثم هدفا آخر للنجم الانكليزي لامبارد. إلا أن الحكم لم يحتسبه رغم أنه كان صحيحا، الأمر الذي فتح الباب أمام جدل واسع حول ضرورة استخدام التكنولوجيا في عملية التحكيم.
حسرة نجم مانشستر يونايتد، وين روني الذي أجبر على توديع البطولة منذ الدور ثمن النهائي، لا توصف. خاصة وأن المنتخب الانكليزي كان من أقوى المرشحين لنيل بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010.
المنتخب الألماني حقق أكبر فوز في تاريخه على نظيره الانكليزي .
واصل المنتخب الألماني صحوته في المونديال، وكشر أنيابه أمام ميسي وزملاءه، منذ الدقيقة الثالثة حين أحرز توماس مولر هدف السبق. ثم كلوزه في (د. 67 و88) وأرنيه فريدريش (74).
لقن المنتخب الشاب درسا قاسيا لمنتخب التانغو، بعدما هز شباكه برباعية نظيفة. وبالتالي حرم المنتخب الأرجنتيني مرة أخرى من التأهل إلى الدور نصف النهائي، تماما كما حدث في مونديال 2006، وأمام ألمانيا بالذات.
فوداعا دييغو مارادونا! وأهلا إسبانيا!
واصل المانشافت مغامرته الرائعة. والمحطة القادمة مباراة نصف النهائي أمام بطلة أوروبا، إسبانيا. غير أن الأخطبوط العراف، باول تنبأ بفوز إسبانيا، ما أثار حفيظة العديد من الألمان الذين تعهدوا على موقع توتير بقتله وطهيه في أكلة "بايليا".
وكان الأخطبوط محقا في تنبؤاته! إذ أن الأسد الكاتالوني بيول أطاح برأسيته بأحلام ألمانيا ببلوغ نهائي مونديال جنوب إفريقيا.
الصدمة ألمت باستيان شفاينشتايغر، الذي كان يطمح بتحقيق ما فاته على أرضه في مونديال 2006، أي بلوغ النهائي. غير أنه لم يتبق أمامه سوى المنافسة على المركز الثالث.
أردفت الدموع وكانت الصدمة قاسية على الجماهير التي كانت مقتنعة من أن المنتخب الألماني سيصبح بطلا للعالم، لكنها ساندت في الوقت ذاته منتخبها المحبوب في مباراة السبت (10 يوليو2010) لتحديد المركز الثالث أمام الأوروغواي.
وفي واحدة من أجمل مباريات البطولة فاز المنتخب الألماني على نظيره الأوروغوياني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد منهيا مهمة جنوب إفريقيا بنجاح.
وبعدما نال الميدالية البرونزية وفي نهاية البطولة صرح المدير الفني للمنتخب الألماني يوآخيم لوف أنه "فخور بفريقه الرائع". لكنه لم يحدد في الوقت نفسه عما إذا كان سيبقى ضمن صفوف المنتخب أم سيتركه، لأنه يود مهلة للتفكير بهدوء حول مستقبله.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي