انتهاء استفتاء جنوب السودان - الانفصال على الابواب
١٥ يناير ٢٠١١أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان بمدينة جوبا السبت (15 كانون ثاني/يناير) عن إغلاق كافة مراكز الاقتراع الخاصة بالتصويت على حق تقرير المصير للسودانيين الجنوبيين، كإحدى مستحقات اتفاقية السلام التي أنهت صفحة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، وقال محمد إبراهيم خليل، رئيس المفوضية في مؤتمر صحفي بجوبا، إن الاقتراع قد انتهى في جميع المراكز وانه يتحتم على ذلك تقديم كافة التقارير عن نتائج الاقتراع في تلك المراكز للجان الولائية الخاصة بالاستفتاء، على أن تقوم تلك اللجان بتقديم تقاريرها النهائية لمكتب استفتاء الجنوب والذي سيقوم بدوره ببعثها إلى مقر المفوضية القومية بالخرطوم، حيث ستقوم الأخيرة بإعلان النتائج النهائية وسط توقعات بان تسفر نتائجها عن إعلان استقلال الإقليم. وأشار إبراهيم إلى ان هناك ثلاثة أيام فقط لتقديم الطعون، وان الجهات العدلية ستنظر في أمر تلك الطعون خلال أسبوع من تاريخ تقديمها، وكشف أيضا بان نسبة الاقتراع في جنوب السودان بلغت 83% و53% في شمال السودان وبلغت النسبة 91% في دول المهجر. .
ولم تسفر العملية عن اندلاع أعمال عنف أثناء فترة الاقتراع، كما كان يتوقع مراقبون. فالأمور سارت بقدر ما خططت لها الجهات الأمنية في إقليم جنوب السودان، الذي ما زال يعاني حتى الآن من إفرازات الحرب الأهلية مع الشمال، هذه الحرب التي دامت لقرابة العشرين عاما وتم إنهاؤها وسط ضغوط دولية جعلت الطرفين، حكومة السودان التي يتزعمها حزب المؤتمر الوطني ذات التوجهات الإسلامية والحركة الشعبية لتحرير السودان التي تنادي بالعلمانية، على توقيع اتفاقية السلام في يناير من العام 2005 بضاحية نيفاشا بكينيا وسط حضور دولي وإقليمي .
وفي احدي مراكز الاقتراع بضاحية مونيكى الشعبية أطلقت كيجي زغرودة صاحبتها دموع وسط هتافات المرافقين لها، ولم تكن المناسبة تصويتها فقط ولكن بمجرد أن أدلت بصوتها، أصبحت تلك السيدة الأربعينية آخر ناخبة تدلى بصوتها في المركز الذي سجل ثلاثة آلاف مقترع ليكتمل تصويت أعداد كل من سجلوا به .
دعوات لضبط النفس
دانيال اليابا رئيس أحد مراكز الاقتراع قال لدويتشة فيلة انه سعيد لتمكن كل المواطنين الذين سجلوا بهذا المركز من ممارسة حقهم في الاقتراع، و أضاف: إننا سنشرع مباشرة اعتبارا من يوم غد الأحد بفرز الأصوات، إننا سنفعل ذلك بأقصى سرعة حتى يطمئن شعب الإقليم بان النتائج ستعلن في مواعيدها .
وكان رئيس مكتب استفتاء جنوب السودان القاضي شان ريج قد قال في مؤتمر صحفي إن عمليات الاقتراع تسير بشكل جيد، وان هذا ما يغلق الباب أمام أي احتمال بتمديد فترة الاقتراع، وإنهم في المكتب يستلمون وبشكل يومي تقارير من كل مراكز الاقتراع عبر اللجان الولائية العليا في ولايات جنوب السودان العشر، وطالب ريج من مواطني اقليم جنوب السودان بالصبر وضبط النفس والتريث لحين اكتمال كافة العمليات الخاصة بالاقتراع وفرز الأصوات وإعلان النتائج النهائية .
"الكل صوت بوعي"
ووصف بودا جون، ممثل تحالف منظمات المجتمع المدني بجنوب السودان في تصرح لـ"دويتشه فيلة"، انتهاء فترة الاقتراع بالخطوة المهمة والأهم بالنسبة لشعب الإقليم، الذي خرج للتصويت بصورة فعالة وبنسبة بلغت 95%، و أكد بودا أن هذه النسبة هي "دليل على وعي هذا الشعب وتحمل مسؤولياته الكبيرة، وبذلك فإنهم ثمنوا النضال الطويل والمشوار النضالي لقياداته من اجل تحقيق الحلم والوعود بإيجاد حياة أفضل". ويضيف بودا "نحن كمنظمات مجتمع مدني نرى أن الاقتراع نجح بنسبة 100% أضف إلى ذلك عدم وجود أي مؤشرات عنف، و قد أدلى الجميع بصوته بحرية" .
"لا اعتراضات متوقعة"
واستبعد ممثل تحالف الأحزاب السياسية الجنوبية لـدويتشه فيلة د/ ماريو اويت أي محاولة محتملة من أي جهة لتقديم طعون ضد سير عمليات الاقتراع، معللا ذلك بالوجود الكثيف للمراقبين الدوليين مع وجود حضور إعلامي عالمي كثيف سلط الضوء على الاستفتاء من مختلف الجوانب، ويضيف اويت قائلا : إن أي محاولة لتقديم طعن قانوني لا تدخل ضمن سياق العملية السياسية القائمة بين الشمال والجنوب التي تعمل على تجنيب الطرفين من العودة إلى المربع الأول، أي الحرب، ولكنها تعمل على تنمية وتطوير علاقات ذات مصالح مشتركة بين الإقليمين .
وفي السياق، قال الناطق الرسمي باسم الشرطة مدينق بيار لدويتشه فيله، إنهم سيواصلون فرض سيطرتهم الأمنية على الأوضاع بذات المستوى إلى حين إعلان نتائج الاقتراع وان الشرطة ستواصل تكثيف جهودها وحضورها الأمني .
ومع انتهاء فترة الاقتراع يكون الإقليم قد دخل مرحلة جديدة حيث المطلوب من قيادات الشمال والجنوب التوصل إلى صيغة جديدة في كل القضايا المتعلقة بترتيبات ما بعد الاستفتاء، خصوصا الحدود واستفتاء منطقة ابيى المتنازعة حولها بين الطرفين .
مثيانق شريلو - جوبا
مراجعة: يوسف بوفيجلين