1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

المعارضة تواصل تقدمها والأسد يجري اتصالين بالسوداني وبن زايد

٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤

سيطرت فصائل سورية معارضة على "غالبية" مدينة حلب ومطارها، وتقدمت في محافظتين مجاورتين، فيما أكد الرئيس السوري، الذي أجرى اتصالين برئيس الوزراء العراقي والرئيس الإماراتي، أن بلاده قادرة على "دحرهم" مهما اشتدت هجماتهم.

https://p.dw.com/p/4nbzm
مقاتلون من فصائل المعارضة أمام قلعة حلب
مقاتلون من فصائل المعارضة أمام قلعة حلبصورة من: Anas Alkharboutli/dpa/picture alliance

تتواصل المعارك في مناطق في شمال سوريا مع تقدم فصائل معارضة في  محافظات حلب  وإدلب وحماة. وفي ضوء هذا التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السوري، روسيا وايران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة، "التطور الخطير للوضع" في سوريا.

وبدأت الفصائل التي تشكل محافظة إدلب معقلها في شمال غرب سوريا، هجوما غير مسبوق الأربعاء على مناطق في محافظة حلب، وتمكنت ليل الجمعة من دخول مدينة حلب، لأول مرة منذ استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار.

وباتت هيئة تحرير الشام تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على "غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون"، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت "من دون مقاومة كبيرة" من الجيش السوري والميلشييات المتحالفة معه، والمدعومة من إيران.

وأعلنت قيادة الفصائل  حظر تجول في المدينة، من الساعة الخامسة عصر السبت (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024)حتى الخامسة من عصر الأحد "حفاظا على سلامة" السكان.

واستهدفت غارات روسية ليل الجمعة أحياء المدينة للمرة الأولى منذ العام 2016، وصباح السبت حي الفرقان "تزامنا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة" الى الفصائل المقاتلة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل 16 مدنيا على الأقل السبت، بحسب المرصد، جراء "غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، استهدفت سيارات مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل"، إحدى النقاط التي تقدمت اليها الفصائل المقاتلة.

وشاهد مصور لفرانس برس في المكان سيارات متفحمة بينها حافلة صغيرة لنقل الركاب، وجثثا على الطريق. وداخل سيارة، كانت امرأة جالسة في المقعد الخلفي وقربها حقيبة يد صغيرة، وتمت تغطية وجهها بسترة بعد مقتلها.

وتمكن مقاتلو الفصائل بعد ظهر السبت من السيطرة على مطار حلب، ثاني أكبر مطار دولي بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوي مدني تحت سيطرتهم.

وأسفرت العمليات العسكرية منذ الأربعاء عن مقتل 327 شخصا على الأقل، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة ومئة من عناصر الجيش السوري ومجموعات موالية له، إضافة إلى 44 مدنيا، وفق المرصد. ولكن لا يمكن التحقق من هذه المعلومات والأرقام.

وإلى جانب حلب، تقدمت الفصائل المعارضة إلى ريفي حماة الشمالي وإدلب الشرقي، حيث سيطرت على "عشرات البلدات الاستراتيجية"، بينها خان شيخون ومعرة النعمان (إدلب) واللطامنة ومورك وكفرزيتا (حماة) وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عصر السبت عن انسحاب الجيش السوري من مدينة حماة في وسط البلاد. لكن مصدرا عسكريا نفى ذلك وقال إن وحدات الجيش "تتمركز في مواقعها في ريفي المحافظة الشمالي والشرقي". وأضاف "يقوم الطيران الحربي السوري والروسي الصديق باستهداف تجمعات" الفصائل وخطوط إمدادها.

وتثار تساؤلات حول التقدم السريع للفصائل المعارضة "من دون مقاومة" من قوات النظام والميليشيات الحليفة له. ولاحظت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة إن "خطوط النظام انهارت بوتيرة مذهلة فاجأت الجميع".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن "النظام السوري يبدو في هذه اللحظة كأنه متروك من حليفيه الرئيسيين، إيران وروسيا التي اكتفت حتى الآن بشنّ غارات شكلية".

الأسد يجري اتصالين بالسوداني وبن زايد 

في غضون ذلك أعلنت الرئاسة السورية أن بشار الأسد بحث في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني "التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب". ونقلت عن السوداني تأكيده أن "أمن سوريا والعراق هو أمن واحد، مشددا على استعداد العراق لتقديم كل الدعم اللازم لسوريا لمواجهة الإرهاب وكافة تنظيماته".

كما أجرى الأسد اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان. وقال بيان رئاسي سوري إن الأسد "شدد خلال الاتصال على أن سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهي قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما اشتدت هجماتهم الإرهابية".

من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد خلال الاتصال على وقوف بلاده مع الدولة السورية ودعمها في محاربة الإرهاب وبسط سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.

وقالت الخارجية الروسية في بيان السبت إن الوزير  سيرغي لافروف ونظيره التركي هاكان فيدان بحثا في اتصال هاتفي "التطور الخطير للوضع في سوريا". وأكدا "ضرورة تنسيق عمل مشترك لضمان استقرار الوضع" فيها. وأجرى لافروف اتصالا مماثلا بنظيره الإيراني عباس عراقجي، توافق خلاله الطرفان على ضرورة "تكثيف الجهود المشتركة بهدف ضمان استقرار الوضع في سوريا".

وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم الخارجية الإيراني أن عراقجي "سيتوجه إلى دمشق الأحد لإجراء محادثات مع السلطات السورية"، قبل التوجه إلى تركيا لعقد "مشاورات حول القضايا الإقليمية، وخصوصا التطورات الأخيرة".

وأعلنت إيران السبت أن عناصر وصفتها بـ "الإرهابية" هاجمت مقر قنصليتها في حلب، مع تأكيدها ان جميع أفراد الطاقم الدبلوماسي بخير.

ودعت الخارجية الفرنسية في بيان جميع الأطراف إلى "حماية السكان المدنيين" في حلب. وقالت إن التطورات العسكرية "تظهر الحاجة، بعد مرور ثلاثة عشر عاما على بدء الحرب الأهلية السورية، إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بدون تأخير، من أجل التوصل أخيرا إلى حل سياسي" ينهي النزاع القائم.

ف.ي/أ.ح (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)