نشأ الفنانان في هذه المنطقة بعيدًا عن الكنيسة والكتاب المقدس خلال حقبة ألمانيا الشرقية، وطورا اهتمامًا كبيرًا بتاريخ وقصص وطنهما. موريتس غوتسه أحد الرسامين، كان مهتمًا منذ وقت مبكر بالكنائس القديمة في وطنه، ليس بوصفها أماكن عبادة مسيحية راهنة، بل كشواهد ثقافية وتاريخية، وقد عالجها لاحقاً في صوره. كما قام سوية مع صديقه الرسام روديغر غيبلر برحلة حول العالم، أطلقا عليها "الجولة الكبرى- صُنع في كايزرس أشرن". ومع بعض اللوحات في حقائبهما، حملا روح وطنهما وسط ألمانيا إلى أمريكا الشمالية ولندن ونيوزيلندا وأستراليا والهند وإيطاليا وإلى والعديد من الأماكن الأخرى المعروفة والأقل شهرة في قارات مختلفة. كايزرس أشرن بلدة غير موجودة في الواقع، بل هي منطقة متخيلة وصفها الكاتب الألماني العظيم توماس مان بأنها "المركز الحقيقي لألمانيا"، ترمز للتاريخ الألماني الحافل بالأحداث وببطل روائي يمثل شخصية فريدريك نيتشه ومسيرة حياته. بمشاركة القس الشاب لودر لاسكوفسكي وغيره من المهتمين أسس الرسامان جمعية كايزرس أشرن، واشتريا أنقاض الكنيسة مع قطعة الأرض المهملة التي عليها شاهد قبر جد نيتشه الذي كان يعمل كقس في الكنسية المتداعية. وبأموالهما الخاصة وعبر التبرعات والمنح أنقذا ما تبقى من الكنيسة من الانهيار التام، وهما يخططان للمزيد في المستقبل.