الطلاب الأجانب وصعوبات الدخول في سوق العمل الألمانية
٨ فبراير ٢٠١٢"جسر للتأهيل والاندماج" هي مبادرة تهدف لمساعدة الشباب الذين يعيشون في ألمانيا ومن أصول أجنبية في إيجاد أماكن تدريب مهنية، ترفع من مستوى خبرتهم العملية وتسهّل لهم فيما بعد الدخول إلى سوق العمل الألمانية. وذلك بعيدا عن نتائج تحصيلهم العلمي وإلى أي جنسية ينتمون.
إيجاد أماكن تدريب للطلبة الأجانب يعتمد بشكل كبير على المساعدة التي يقدمها أرباب العمل الناجحين في ألمانيا ومن أصول أجنبية لهؤلاء الشباب، حسبما تؤكد كريستينا ألكسوغولو(50 عاما) صاحبة هذا المشروع، وتستطرد كريستينا قائلة " الكثير من رجال الأعمال الناجحين في ألمانيا ومن أصول أجنبية مروا بتجارب صعبة في بداية حياتهم العملية وهم يرغبون في مساعدة هؤلاء الشباب في تخطي هذه المراحل من خلال إيجاد أماكن تدريب لهم في شركاتهم".
"معا لمساعدة الطلاب الأجانب "
وتعمل كريستينا الألمانية من أصل يوناني والقائمة على هذا المشروع، كوسيط بين رجال الأعمال الناجحين والشباب، وبفضل جهودها البناءة تمكنت من تحصيل حوالي 200 مكان للتدريب المهني خلال السنوات الـ5 الماضية. فإيجاد تلك الأماكن ليس بالأمر السهل، وهناك شروط معينة يجب توفرها لدى الشركات ليسمح لها باستقبال المتدربين.
ميخائيل كامسي من أصول أرمنية وقدم إلى ألمانيا منذ 18 عاما ليتخصص في مجال إدارة الفنادق، وهو الآن يمتلك مطعما متميزا في مدينة كولونيا، ورغم أن استقباله للمتدربين في مطعمه يفرض عليه القيام ببعض الامتحانات الخاصة التي تمكنه من منح الشباب المتدربين شهادة خبرة عملية، إلا أنه مصمم على مساعدة الشباب من أصول أجنبية في متابعة دراستهم في ألمانيا "لدي خبرة كبيرة في هذا المجال وأتمنى أن أنقل خبرتي للشباب الصاعد لأسهل لهم مهمتهم".
ورغم الصعوبات التي تواجه الشباب من أصول أجنبية في ايجاد أماكن تدريب لهم لدى الشركات الألمانية، إلا أن ألمانيا بحاجة ماسة لإعداد خبرات شبابية جديدة، وذلك نظرا للنقص الواضح في العمالة الماهرة في الفترة الأخيرة. مادفع أصحاب الشركات الكبرى لتغيير شروطهم المتعلقة باستقبال المتدربين، إذ لم تعد نتائج الطالب المدرسية هي المعيار الأساسي المعتمد في تقييم الشباب حسب مايؤكد ماركوس كييس الخبير في شؤون الإعداد والتدريب المهني في غرفة الصناعة والتجارة الألمانية "سواء لدى الشركات الكبرى أو الصغرى، فالأولوية في اختيار الطالب المتدرّب تعتمد على الكفاءات الشخصية التي يتمتع بها الشاب وامكانياته وليس على تفوقه في القراءة والكتابة والحساب"ً.
"الشهادات الأجنبية غير محبذة في ألمانيا"
تقييم الطالب تبعا لكفاءته بعيدا عن نتيجة تحصيله العلمي، لا يعني بالضرورة سهولة الدخول في سوق العمل الألمانية، فـ"أولا" شابة بولاندية تبلغ من العمر 24 عاماً، وتحمل شهادة اختصاص في علوم التجارة، قدمت إلى ألمانيا منذ 5 أعوام من أجل اكتساب خبرة عملية، إلا أنها لم تتمكن من إيجاد أي فرصة عمل لدى الشركات الألمانية على حد قولها، وترى أولا أنه"من الصعب الحصول على مكان عمل في ألمانيا وأنت تحمل شهادة اختصاص أجنبية فهناك الكثيرمن ألألمان الذين لا يثقون بشهادات التعليم والخبرات العملية القادمة من خارج ألمانيا".
طموح البولندية "أولا" في متابعة دراستها في ألمانيا دفعها للبحث عن مكان للتدريب المهني في متجر للمواد الغذائية التركية ، وذلك لاكتساب خبرة عملية " من المهم بالنسبة لي أن أتم فترة التدريب المهني وأن أحصل على شهادة خبرة عملية لأتمكن من متابعة دراستي في الجامعات الألمانية".
بالرغم من عدم اعتراف الألمان بشهادة "أولا" إلا أنها سعيدة بالخبرة العملية التي تكتسبها حاليا. وهي مصممة على متابعة دراستها الجامعية في ألمانيا لتتمكن من الدخول في سوق العمل الألمانية فيمابعد.
برغيت غورتز/ دالين صلاحية
مراجعة: هبة الله إسماعيل