الشباب اليمني يكسر حاجز الخوف من خلال الفيسبوك
١٨ فبراير ٢٠١١وسط ضجة المواقع الالكترونية والصحف المحلية اليمنية، التي تصدرت الأحداث المصرية والشؤون الداخلية صفحاتها الرئيسية، كان للشباب اليمني أيضا طريقتهم في تناول الأحداث. ولكن هذه الطريقة لم تكن بالوسائل الكلاسيكية نفسها وإنما على صفحات موقع فيسبوك. فقد أسس مجموعة من الشباب اليمني عدداً من المجموعات داخل هذه الشبكة الاجتماعية الذائعة الصيت. وما يلفت النظر في عمل هذه المجموعات هو شجاعة عناوينها والمواضيع التي تناقشها، الأمر الذي لم يكن متوقعا من الشباب اليمني من قبل.
مجموعات للنقاش
حركة شباب التغير(تحت التأسيس ) مجموعة تأسست من قبل المحامي خالد الإنسي وينتمي إليها العديد من الشباب من مختلف الأعمار والتوجهات السياسية. وما يلفت النظر إليها هو النقاش الجريء الذي يسود صفوفها وخصوصا ذلك الذي يتناول موضوع التمديد والمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية. إذ يحظى هذا الملف بنصيب الأسد من النقاشات والآراء التي يتبادلها شباب هذه المجموعة. ولعل أسطع مثال على ذلك ما كتبه أحد أعضائها معلقا على وضع الرئيس اليمني. فقد كتب الناشط الشاب عمر صالح يقول "علي عبد الله صالح صار ينام على كرسي السلطة بدل الفراش حتى يستمتع، بكل ثانية قبل الرحيل، بالكرسي".
وهناك مجموعة تحمل إسم (ندعو لإسقاط ديكتاتور اليمن )، وأخرى باسم "نريد إسقاط نظام صالح" التي لا تقتصر تعليقاتها أعضاءها على الرئيس اليمني وحكومته فحسب، بل تتناول أحزاب المعارضة أيضا، وخصوصا المعروفة بأحزاب اللقاء المشترك، وكذلك الموقف من الثورة المصرية التي تكللت بالنجاح وإمكانية نقلها إلى اليمن.
كما ظهرت مجموعات شبابية أخرى كحركة "ارحل وحركة الشباب الحر، براكين الغضب، لنكن أحرار، شباب الثالث من فبراير، ثورة في مهب الريح، ثورة الشعب اليمني". ويسود اعتقاد واسع في اليمن بأن عدد المجموعات الشبابية سيزداد باضطراد كلما وجد الشباب متنفسا لقول كل ما يختلج في صدورهم بقوة دون خوف.
الاستفادة من التجربتين التونسية والمصرية
وكما كان الحال في الثورتين التونسية والمصرية، فإن موقع فيسبوك يستخدم في اليمن أيضا لحشد الشباب وتشجيعهم على النزول إلى الشارع. وبالفعل حققت هذه الدعوات نجاحا منقطع النظير بين المجموعات الشبابية والنشطاء وحتى الصحافيين. كما كثرت الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية في اليمن بعد نجاح الحركات الاحتجاجية في كل من تونس ومصر.
ويرى المهندس زكريا المتوكل أن الشبكات الاجتماعية، وخصوصا فيسبوك، تؤمن فضاء واسعا من الحرية والديمقراطية، التي يصفها بالحقيقية. ويضيف المتوكل لدويتشه فيله بأن الشبكات الاجتماعية في اليمن تناولت تصريحات الرئيس صالح الأخيرة، حول عدم ترشحه لولاية أخرى وكذلك نفيه لتوريث الحكم لابنه، بنوع من الكوميديا الساخرة التي اعتمدت في الأساس على الصور والرسوم الكاريكاتيرية.
ويعرب زكريا المتوكل عن اعتقاده بأن "ثورة شباب الفيسبوك في كل من تونس ومصر قد انتقلت إلى اليمن أيضا". فالمجموعات التي تنظم صفوفها من خلال هذه الشبكات في ارتفاع إذ يتجاوز عدد "الأعضاء في بعضها ألف عضو". كما أن الموضوعات والنقاشات الساخنة، التي يتم من خلالها حشد الأصوات والجموع، "تؤيد كلها حالات الغضب المكبوت في الشارع".
دور فاعل في الغليان السياسي
وبدوره يشدد الشاب جمال الخولاني، لدويتشه فيله، على "ضرورة أن تكون هناك حركة من شباب الفيسبوك تعمل على التوعية حول ما يدور في اليمن من فساد وخراب ولعب بالمال العام". فهذه الشبكات مؤهلة للقيام بدور كبير في هذا المجال لأنها "بعيدة عن تدخل السلطة والمعارضة على السواء. فشباب هذه الشبكات أحرار مستقلون في آرائهم وأفكارهم".
ويكشف الطالب عبد الكريم عاصم لدويتشه فيله بأن المشتركين في هذه الشبكات، وبناء على الدروس المصرية والتونسية، لعبوا دورا كبيرا في الدعوة للاحتجاجات. ويضيف عاصم بأن الشبكات الاجتماعية تكتسب أهمية تفوق تلك التي تحظى بها بعض الصحف والمجلات، وبالتالي فهي "قادرة على إحداث تغيير في الوضع الحالي اليمني. كما أنها منحت فرصة هامة لمن يريد أن يطرح أفكاره وآراءه بعيداً عن المراقبة الأمنية والقمعية".
كما يرى الصحفي عبد الرحمن حزام بأن للشبكات الاجتماعية على الانترنت "دورا فاعلا في الغليان السياسي"، خصوصا في البلدان الأكثر تقدماً من اليمن كمصر وتونس. فهي "تمكن الشباب من لعب دوره في الساحة السياسية". ويضيف حزام بأن هذه الشبكات أداة قوية لا يمكن تجاهلها، داعيا إلى استخدامها للمطالبة بالعدالة وسيادة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ومواجهة الاستبداد.
فاطمة الأغبري ـ صنعاء
مراجعة: أحمد حسو