الجزائر تفشل في تضميد جراحها بخسارتها أمام نيجيريا
٣٠ يناير ٢٠١٠في مباراة تحديد المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم مُني المنتخب الجزائري بهزيمة صعبة أمام نظيره النيجيري بهدف دون مقابل أحرزه أوبينا نسوفور في الدقيقة 55 من الشوط الثاني. في المباراة التي أُقيمت على استاد "أومباكا" في مدينة بنغيلا الأنغولية قدّم المنتخبان أداء متواضعاً، خاصة في الشوط الأول الذي لم تتوفر فيه فُرص كثيرة للتسجيل لكلا الفريقين. هذا مع أن النيجيريين فرضوا أفضلية نسبية لهم وكانوا الأكثر استحواذاً على الكرة.
وبعد أن انتهى الشوط الأول دون أهداف عاد النيجيريون إلى أرض الملعب واضعين نُصب أعينهم الفوز بالمباراة وتحقيق المركز الثالث في كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة السابعة في تاريخهم، وذلك في سابع مباراة ترضية خاضوها حتى الآن. وهذا ما تحقق لهم عبر هدف المباراة الوحيد الذي أحرزه نسوفور بعد مجهود فردي رائع، حيث نجح نسوفور في مراوغة عدد من لاعبي الفريق الأخضر قبل أن ينفرد بحارس المرمى ويُسكن الكرة شباكه.
غياب عدد من نجوم الخضر
وبعد ذلك رمى الجزائريون بكل ثقلهم إلى الأمام سعياً منهم لتعديل النتيجة، لكن أحداً من لاعبي الخُضر لم ينجح في استغلال الفرص القليلة الجيدة التي أُتيحت لهم. وقد أجرى مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان عدة تبديلات على التشكيلة التي خسرت أمام مصر بصفر لأربعة أهداف في نصف النهائي.
وفضّل سعدان إراحة عنتر يحيى، المحترف في فريق بوخوم الألماني، وكريم مطمور الذي يلعب في صفوف فريق بروسيا مونشينغلادباخ الألماني أيضاً وأشرك في المباراة أمام نيجيريا خمسة لاعبين جُدد لتعويض اللاعبيْن المذكوريْن وكل من حارس المرمى فوزي الشاوشي ورفيق حليش ونذير بلحاج الموقوفين.
وقد حلّ مكان الشاوشي في حراسة المرمى الجزائري الحارس محمد زماموش الذي دافع عن مرماه ببسالة، لكنه لم ينجح في الحفاظ على شباكه نظيفة. وبهذه الخسارة حلت الجزائر في المركز الرابع للمرة الثانية بعد أن كانت حلت مرتين في المركز الثالث، وذلك عامي 1984 و 1988.
أداء متباين المستوى في البطولة
وخلال البطولة الإفريقية الحالية في نسختها السابعة والعشرين قدّم الجزائريون ( محاربو الصحراء ) عروضا متباينة المستوى. ففي أولى مبارياتهم ضمن منافسات الدور الأول تلقوا خسارة كبيرة ومفاجئة أمام منتخب مالاوي بثلاثة أهداف نظيفة. لكنهم نجحوا في استعادة توازنهم في المباراة الثانية التي فازوا فيها على مالي بهدف يتيم قبل أن يتعادلوا سلباً مع أنغولا في ختام منافسات الدور الأول ليتأهلوا إلى الدور ربع النهائي في المركز الثانية للمجموعة الأولى. وأفضل أداء للخضر جاء في ربع النهائي حيث قدّموا عرضاً ممتعاً ومثيراً أمام منتخب ساحل العاج العتيد ونجحوا في إقصاء أفيال ساحل العاج من البطولة إثر تغلبهم عليهم بجدارة بثلاثة أهداف لهدفين. لكن المحطة الأخيرة للجزائريين في البطولة كانت قاسية بسقوطهم أمام الفراعنة بصفر لأربعة أهداف.
وفي الحقيقة كان الجزائريون يحتاجون إلى فوز كبير على المنتخب النيجيري العريق بعد خسارتهم الثقيلة أمام حامل اللقب المنتخب المصري في الدور نصف النهائي. لكن ذلك لم يتحقق لهم، ما يعني فشلهم في تعويض مشجعيهم عن عدم التأهل إلى نهائي النسخة السابعة والعشرين لبطولة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم. لكن مما لا شك فيه أن معنويات محاربي الصحراء كانت متدنية خلال المباراة لغياب ثلاثة من اللاعبين الأساسيين بسبب الإيقاف؛ وهم المدافع القوي رفيق حليش والمدافع الأيسر نذير بلحاج وحارس المرمى فوزي الشاوشي الذين طُردوا من مباراة نصف النهائي أمام مصر.
لكن السؤال هو: حتى لو كان الجزائريون قد فازوا بالمركز الثالث في كأس أمم إفريقيا 2010، هل كان ذلك سيكفي لتضميد الجراح وحفظ ماء الوجه بعد الخسارة الموجعة والمذلة التي مُني بها ثعالب الصحراء في المربع الذهبي أمام خصمهم التقليدي المنتخب المصري؟ صحيحٌ أن الخسارة أمام مصر كانت ثقيلة وموجعة، لكن النتيجة ( 4: صفر ) كان مبالغاً فيها، فالجزائر تتمتع بقدرات ومهارات لا تقل عن المنتخب المصري. وهذا ما أثبته الجزائريون خلال تصفيات القارة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.
الكاتب: علاء الدين موسى البوريني
مراجعة: عبده جميل المخلافي