التنمية والاعمار في العراق

العراق يتطور بطيئا ويلاحظ من يزور بغداد تطورا ملفتا للنظر بشأن ترميم الشوارع وإعادة تأهيل المدارس وترميم الأرصفة ومنع باعة البسطيات من الشوارع العامة وغير ذلك، لكن كردستان تتطور بسرعة صاروخية ، النهضة التي تعيشها مدينة اربيل عاصمة الإقليم تثير إعجاب الجميع، المنجزات المتحققة في مدن الإقليم الأخرى تجعل من يزورها بعد غياب يصاب بالذهول.

في بغداد تعود الحياة إلى طبيعتها، هذه العودة تأتي بعد 20 عاما من عدم الاستقرار، أما مدن جنوب العراق فما زالت تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة وتعيش بعيدا عن مشاريع التنمية التي لم تتعدى المؤتمرات الرسمية.

هذه التطورات في الاقتصاد العراقي وتأثيرها على أوضاع حياة الناس هي موضوع عدد اليوم من مجلة العراق اليوم.

الخبير الاقتصادي د. كامل العضاض لفت الأنظار إلى أن ما مر على العراق والذي انتهى بقيام التحالف الدولي لإسقاط صدام حسين قد قاد الى انهيار الدولة العراقية وليس مجرد انهيار الحكومة ، من هنا فأن دوائر الدولة العراقية تحتاج إلى إعادة تأهيل بما يناسب التطور الحاصل، والحكومة وضعت أسبقيات للإصلاح بما يناسب احتياجات المواطن الفورية، مؤكدا أن البداية صحيحة وان كانت بطيئة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د. كامل العضاض: المطلوب جهود أكبر لإصلاح هياكل إدارة الدولة)

و من اربيل أكد الصحفي عبد الرزاق علي محمود من وكالة أنباء كردستان المستقلة أن التطور الكبير الذي أصاب مدن كردستان يرتبط بعدة عوامل من أهمها استقرار الوضع الأمني في كردستان منذ عام 1998 الذي اتاح فرصا اكبر للنمو وهو أمر انعكس بشكل واضح على حياة المواطن في إقليم كردستان.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الرزاق علي محمود: استتباب الأمن والتخطيط السليم قادا إلى تطور مدن الإقليم)

ومن مدينة البصرة ذهب الصحفي عبد المنعم الديراوي (رئيس تحرير صحيفة شط العرب الى أن التنمية الاقتصادية المطروحة لم تتعد جانب المؤتمرات والنشرات لوم يتحقق لها على الأرض في البصرة سوى مظاهر بسيطة شملت مداخل المدينة والشوارع الرئيسة فيها أما الخدمات الأهم فما زالت غائبة

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد المنعم الديراوي: التنمية التي طالت البصرة تناولت مظاهر البنية التحتية بشكل سطحي)

وضمن مواضيع التنمية تطرق الحوار الى موضوع النفط ، وقد قال وزير النفط حسين الشهرستاني يوم أمس إن العراق يجري محادثات بشأن تصدير الفائض من الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب العربي إلى الشرق الأوسط وأوروبا وقد سألنا الدكتور كامل العضاض عن مدى واقعية هذا الكلام واقعي في ظل انهيار بنية صناعة النفط في العراق فذكر أن جهودا حثيثة قد جرت في مطلع سبعينات القرن الماضي لإنشاء مصافي عزل الغاز عن النفط في الزبير بمدينة البصرة إلا أن تعاقب الحروب ومغامرات النظام السابق قد قضت على هذا المشروع، وأكد أن إنشاء مثل هذا المشروع ليس أمرا شديد التعقيد والصعوبة وبإمكان العراق ان يسعى في هذا الاتجاه من جديد بدلا عن هدر ثروة الغاز بالحرق يوميا

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: الدكتور كامل العضاض: بالإمكان تطوير قطاع الغاز بشكل سريع نسبيا)

إلا أن الصحفي عبد الرزاق علي محمود أشار إلى أن تصريح وزير النفط جاء بعد إعلان إدارة إقليم كردستان عزمها تصدير النفط عبر أنابيب الغاز العربية وهو في هذا السياق لا يتعدى أن يكون مناورة سياسية

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الرزاق علي محمود: تصريح وزير النفط مناورة سياسية)

من جانبه نفى الصحفي الديراوي ان يكون لوجود النفط في البصرة أي أثر نافع على حياة المواطن مؤكدا أن نصيب البصريين من النفط هو التلوث الذي يلف مدينتهم لا غير ومشيدا في الوقت نفسه بجهود شركة نفط الجنوب في محاولات إعادة اعمار المدينة

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد المنعم الديراوي: نصيبنا من النفط هو التلوث)

وسألنا المستمعين:

هل تعتقد ان المواطن العراقي يمكن ان يستفيد في المدى القريب من خطط التنمية الاقتصادية ؟

فتنوعت إجابات المستمعين بين داعم للرأي القائل ان التنمية أفادت المواطن في المدى الأقرب وبين آراء ترى أن تحرك الحكومة ما زال دون مستوى حاجة الناس إليها.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: واثق الهاشمي من بغداد)