الإبراهيمي ينفي اقتراح إرسال قوة سلام إلى سوريا وأوروبا تشدد العقوبات على دمشق
١٥ أكتوبر ٢٠١٢حذر المبعوث العربي الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي في بغداد الاثنين (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) من أن أزمة سوريا التي يستعد لزيارتها خلال أيام تشكل خطرا على "السلم العالمي"، نافيا أن يكون اقترح إرسال قوة لحفظ السلام إلى هذا البلد. وفي موازاة ذلك، دعا العراق الإبراهيمي إلى "التحرك بسرعة" حفاظا على وحدة سوريا وعلى امن المنطقة، معبرا عن مخاوفه من تداعيات هذا النزاع الذي "يعقد الأمور" أكثر كلما طال.
ومن جهته، قال الإبراهيمي الذي التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني أنه ناقش في بغداد "هموم سوريا ومشاكلها الكثيرة وما تمثله من خطر على شعبها وجيرانها والسلم العالمي". وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أنه رغم "الصعوبات والمخاوف (...) لا بد أن نحاول مساعدة الشعب السوري وان نتعاون معه على حل المشاكل، وفيما بيننا أيضا، وأقصد بذلك الأمم المتحدة والعالم ودول الجوار". وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى بغداد في إطار جولة إقليمية شملت السعودية وتركيا وإيران.
المعارضة: الإبراهيمي يقترح إرسال قوة لحفظ السلام
وكان مسؤول في المجلس الوطني السوري، أبرز مكونات المعارضة التي بدأت الاثنين اجتماعات في قطر، قد أكد لوكالة "فرانس برس"، أن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يقترح إرسال قوة لحفظ السلام في سوريا. وأكد احمد رمضان رئيس المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري أن "إحدى الأفكار المطروحة في إطار مبادرة سياسية هي نشر قوات لحفظ السلام، لكن هذه المسألة ما زالت قيد الدرس".
ومن جانبه، اعتبر رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي قدمت بلاده اقتراحا لم يؤخذ به لنشر قوة عربية في سوريا، أن من الضروري أن تكون قوة حفظ السلام مسلحة. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني نجيب ميقاتي أن أي بعثة إلى سوريا يجب أن تكون وافية العدد والتسليح لتنجح في وقف إطلاق النار، معتبرا أن هناك توافقا بين مقترح قطري إرسال قوة عربية وفكرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي بإرسال قوة أممية.
إيران: فترة انتقالية تحت إشراف الأسد
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه مسؤول إيراني كبير في تصريح بثه الاثنين تلفزيون العالم الناطق باللغة العربية، أن إيران اقترحت على الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي "فترة انتقالية" في سوريا تحت إشراف الرئيس بشار الأسد. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان "نقترح وقف العنف ووقف إطلاق النار ووقف إرسال الأسلحة ودعم "المجموعات الإرهابية" وإجراء حوار وطني بين المعارضة والحكومة". وأضاف أن طهران تقترح "فترة انتقالية تفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية ونيابية ... وكل ذلك تحت إشراف الرئيس الأسد". وأوضح أن سوريا "وافقت على هذا الاقتراح".
وارتباطا بالشأن السوري، فرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين عقوبات جديدة على دمشق تقضي بتجميد أموال شركتين و28 شخصا إضافيا من داعمي الرئيس بشار الأسد ومنع إعطائهم تأشيرات دخول، إلا أنهم أخفقوا في حل الخلافات مع روسيا حول إنهاء النزاع الدموي في سوريا. ومع تصاعد العنف في سوريا، وافق الوزراء على تجميد أرصدة 28 شخصا وشركتين وفرض حظر على السفر عليهم في الدفعة الــ19 من العقوبات المشددة التي يفرضها الاتحاد على النظام السوري منذ بدء أعمال العنف في آذار/ مارس من العام الماضي.
نظام الأسد ينفي استخدام القنابل العنقودية
وعلى الصعيد الميداني، شنت مجموعات مقاتلة معارضة هجمات عدة الاثنين على حواجز وثكنات للقوات النظامية السورية في مدينة حلب وجوارها (شمال) وإدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت أفاد الإعلام السوري عن تقدم لقوات النظام في محافظة حمص في وسط البلاد. وقتل الاثنين في إعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا خمسون شخصا هم 22 مدنيا و23 عنصرا من قوات النظام وخمسة مقاتلين معارضين. هذا، وأفاد المرصد في بريد إلكتروني عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة التي هاجمت رتلا للإمدادات العسكرية يتكون من ثلاثين مركبة ودبابتين قرب قرية معر حطاط في ريف معرة الشرقي" في محافظة إدلب.
وتجدر الإشارة إلى أن قيادة الجيش السوري نفت الاثنين استخدام قنابل عنقودية في مواجهة "العناصر الإرهابية المسلحة"، مؤكدة أنها "لا تمتلك هذا النوع من القنابل"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
ع.ش ح.ز (أ ف ب، د ب أ)