أول صور عالية الدقة من الكوكب القزم بلوتو
أعلنت ناسا أن الصور التي التقطها مؤخراً مسبار "نيو هوريزونز" لكوكب بلوتو وقممه الجبلية والحفر الموجودة على سطحه تقدم أوضح وأقرب صور لتنوع الحياة على سطح الكوكب "القزم" .
تحدثت ناسا عن التقاط أفضل صور لكوكب بلوتو، وتظهر الصور خليطاً من المناطق الجبلية والثلجية بالإضافة إلى حفر. وتوفر هذه الصور الجديدة حقائق مذهلة عن كوكب بلوتو.
تستخدم ناسا تقنيات غير معتادة. تلسكوب لوري Lorri، اختصاراً لـ "مصور الاستطلاع طويل المدى"، يلتقط صورة كل ثلاث ثوان. تقوم كاميرا أخرى بمسح سطح الكوكب ضوئياً، وهكذا يمكن تحقيق سرعة غلق الكاميرا.
هكذا كان بلوتو يبدو في فصل الصيف (يوليو/تموز) من منظور مسبار "نيو هوريزونز". الآن أصبح بلوتو أقرب جداً، وحسب تصريحات ناسا لا مجال للمقارنة بالتسجيلات الحالية!
اقترب المسبار على مسافة 17 ألف كيلومتر من بلوتو. للمقارنة: هذه المسافة تعادل ثلاث مرات مسافة القمر من الأرض. محطة الفضاء الدولية أقرب كثيراً، فهي تطير على ارتفاع 350 كيلومتراً فقط. في الخلفية، قمر بلوتو الأكبر شارون.
بعد سبعة أشهر من إطلاق مسبار "نيو هوريزونز"، تحقق الاتحاد الفلكي الدولي من حجم كوكب بلوتو، وهو الآن يعتبر "كوكب قزم". مداره ليس مستدير تماماً، لكنه بيضاوي الشكل. تعريف الكوكب كان ضروريا، لأنه في السنوات الاخيرة تم اكتشاف المزيد من الأشياء في أطراف النظام الشمسي.
أقرب الكواكب للشمس هي عطارد والزهرة والأرض والمريخ. ثم يأتي الكوكب القزم سيريس والكواكب العملاقة المشترى وزحل وأورانوس ونبتون. في أطراف النظام الشمسي، هناك نقطتان صغيرتان: بلوتو وقمره شارون. ويبلغ قطر بلوتو 2.37 كيلومتراً، حسب المعلومات التي أتاحها مسبار نيو هوريزونز.
جزء من أهداف "نيو هوريزونز" كان الكشف عن أسرار أقمار المشترى. ويقدر طول قطر قمر ستيكس بـ8-28 كيلومتراً. في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، التقط المسبار صوراً لأقمار شارون ونيكس وهيدار. وفي أبريل/نيسان التقطت الصور الأولى لكيربيروس.
يدور قمر نيكس في مداره القمري، وهذه الصور ليست ملتقطة بمسبار نيو هوريزونز، لكنها محاكاة حاسوبية قام بها الباحثون في ناسا. وما يعقد الأمر هو أن نيكس لا يدور فقط في دوائر حول بلوتو، لكنه يتأثر بجاذبية شارون، أي أن قمرا يعد قمراً للقمر الآخر.
نيو هوريزونز لديه ثلاثة أجهزة بصرية، يمكن أن تعطي تسجيلات في نطاقات طيفية مختلفة. مطيافا البلازما يقوم بتحليل جزئيات الرياح الشمسية. لهذا الغرض، فإن جهاز تحليل الغبار والإشعاع كانا على متنه.
هنا يقوم تقنيون ببناء جهاز التصور طويل المدى "لوري"، على متن المسبار. كاميرا التلسكوب تصور الإشعاع في النطاق الموجي المرئي. أثقل جزء في الكاميرا هو تلسكوب مع عدسة يزن 5.6 كيلوجرامأً.
أطلق مسبار نيو هوريزونز في 19 يناير/كانون الثاني 2006 في كيب كارنفال في فلوريدا. واحتاج المسبار سرعة أكثر من 16 كيلومتراً في الثانية للخروج بسرعة من الجاذبية الأرضية، محققاً بذلك رقماً قياسياً في عالم السفن الفضائية.
مسار "نيو هوريزونز" يأخذه بعيداً إلى حدود النظام الشمسي، وفي الطريق التقى المسبار بكويكب 132524 APL، وبكوكب المشترى، واستطاع بذلك جمع بيانات عن المشرتى ونظامه المغناطيسي وأقماره.