مجموعة فاغنر لا تشارك في المعارك وهجوم بالمسيرات في أوكرانيا
١٤ يوليو ٢٠٢٣قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة (14 تموز/ يوليو 2023) "في هذه المرحلة لا نرى قوات فاغنر تشارك بشكل كبير في العمليات القتالية في أوكرانيا". وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن "غالبية" مقاتلي المجموعة ما زالوا في المناطق الأوكرانية التي تحتلهاروسيا.
ويأتى إعلان "البنتاغون" بعد أسبوعين على التمرد الفاشل لمقاتلي مجموعة "فاغنر" التي حاولت في نهاية حزيران/ يونيو إطاحة القيادة العسكرية الروسية في تمرد خاطف، بعدما لعبت دوراً أساسياً في الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأكد يفغيني بريغوجين رئيس المجموعة أن انتفاضته لم تكن تهدف إلى إطاحة السلطة بل إلى إنقاذ فاغنر من عملية تفكيك من قبل هيئة الأركان العامة الروسية التي يتهمها بعدم الكفاءة في النزاع في أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كشف في مقابلة نشرتها صحيفة "كومرسانت" الروسية مساء الخميس، تفاصيل عن اجتماعه في 29 حزيران/ يونيو في الكرملين مع بريغوجين وقادة مجموعة فاغنر.
وأكد بوتين أنه اقترح أن يخدم عناصر فاغنر تحت إمرة قائد آخر من هذه المجموعة المسلحة، لكن قائدها يفغيني بريغوجين رفض هذا العرض. وأوضح: "كان بإمكان عناصر فاغنر أن يجتمعوا في مكان واحد وأن يستمروا بالخدمة. ما كان شيء ليتغير بالنسبة لهم. كانوا ليُوضعوا تحت إمرة شخص يكون قائدهم الفعلي خلال تلك الفترة".
وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي اقترحه بوتين هو مسؤول في فاغنر يحمل لقب "سيدوي" (الأشيب) كان يقود فعلياً عناصر فاغنر على الجبهة الأوكرانية في الأشهر الستة عشر الأخيرة.
غياب الوضع القانوني لمجموعة فاغنر
وأكد الرئيس الروسي أن"الكثير من قادة (فاغنر) هزوا برؤوسهم موافقين عندما اقترحت ذلك. لكن بريغوجين الذي كان جالسا أمامي لم ير ذلك وقال بعد الإصغاء: كلا، الشباب غير موافقين على هذا الحل". مشيرا في المقابلة مع "كومرسانت" إلى غياب وضع قانوني رسمي لمجموعة فاغنر فيروسياحيث لا يسمح القانون بقيام مجموعات مسلحة خاصة.
وأكد بوتين للصحيفة "مجموعة فاغنر موجودة لكن لا وجود قانونياً لها! (..) هذه مسألة أخرى مرتبطة باضفاء طابع شرعي (على وجودها). هذه مسألة يجب أن تناقش في مجلس الدوما وداخل الحكومة".
وأعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه تلقى من مجموعة فاغنر أكثر من ألفي قطعة عتاد عسكري و2500 طن من الذخيرة وعشرين ألف قطعة سلاح صغير. وكان بريغوجين وافق على تسليم القوات الروسية النظامية أسلحة رجاله بعد إنهاء تمرده.
ومنذ فشل هذا التمرد، تحدثت شائعات غير مؤكدة في أجواء من الغموض عن تغييرات داخل القيادة العسكرية، لا سيما فيما يتعلق بالجنرال سيرغي سوروفكين الذي كان حليفًا لفاغنر لفترة طويلة.
أسلحة عنقودية
ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني عبر تلغرام أنّ روسيا شنت بين مساء الخميس وصباح الجمعة هجومًا "بواسطة 17 مسيّرة قتالية من نوع شاهد 136/131 إيرانية الصنع من الجنوب الشرقي" مؤكداً أنه دمّر 16 منها. وأكد الجيش الأكراني الجمعة صدّ هجوم ليلي جديد بالمسيّرات شنّته روسيا.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت تسلّمها قنابل عنقوديّة كانت الولايات المتحدة تعهّدت تزويدها بها لدعم هجومها المضادّ لاستعادة مناطق تسيطر عليها القوات الروسيّة، وفق ما أكّد مسؤولون في واشنطن وكييف. وقال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر تارنافسكي في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركيّة "حصلنا عليها للتوّ ولم نستخدمها بعد، لكنّها قادرة على تغيير (ساحة المعركة) جذريًّا".
وتأتي هذه الذخائر العنقودية ضمن حزمة مساعدات أعلنت عنها واشنطن مطلع يوليو/ تموز الجاري، بقيمة 800 مليون دولار تهدف إلى ضمان عدم قدرة القوات الروسية على وقف هجوم أوكرانيا المضاد.
وأضاف تارنافسكي "العدوّ يدرك أيضًا أنّه من خلال الحصول على هذه الذخائر سنتفوّق عليه"، موضحًا أنّ القوّات الأوكرانيّة لن تستخدم هذه الذخائر في المناطق المكتظة بالسكّان.
ويمكن للقنابل العنقودية المثيرة للجدل أن تنشر ما يصل إلى مئات العبوات الناسفة الصغيرة التي قد تظل في الأرض دون أن تنفجر، ما يشكل خطرا على المدنيين بعد انتهاء النزاع.
والقنابل العنقودية محظورة في كثير من الدول - ولا سيما في أوروبا - الموقعة على اتفاقية أوسلو لعام 2008 والتي لا تُعَدّ روسيا أو الولايات المتحدة أو أوكرانيا طرفا فيها. وقال الكرملين إنه سيتخذ "إجراءات مضادة" إذا استخدمت أوكرانيا هذا السلاح ضد القوات الروسية.
ع.أ.ج/ ع ج (رويترز، أ ف ب)