USA und Israel boykottieren Rassismus-Konferenz , Berlin entscheidet heute
٢٠ أبريل ٢٠٠٩قررت ألمانيا في وقت متأخر من مساء أمس الأحد (19 إبريل/ نيسان) عدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف، الذي أنطلق اليوم الاثنين ويستمر حتى يوم الجمعة. وبررت الخارجية الألمانية قرار برلين بخوفها من أن يساء استغلال المؤتمر لتحقيق مصالح أخرى كما حدث مع مؤتمر ديربان عام 2001، والذي يعتبر مؤتمر جنيف امتدادا له. وأعلنت برلين أنها اتخذت قرارها بهذا الشأن بالتنسيق مع عواصم أوروبية أخرى. وكان وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير قد أكد ليلة أمس الأحد ( 19 أبريل/ نيسان) إنه تحدث بهذا الشأن مع ممثلين عن الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي ومع بعض نظرائه الأوروبيين.
ودافعت برلين عن قرارها مقاطعة المؤتمر، على لسان مفوض ملف حقوق الإنسان في الخارجية الألمانية، جونتر نوكه، الذي قال: "أرسلت الحكومة الألمانية بهذا رسالة مفادها أننا لسنا على استعداد للمشاركة في كل شيء". وأكد نوكه، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم، أنه لا يجب استغلال مثل هذا المؤتمر بهدف التشهير بإسرائيل. من ناحية أخرى، أعرب المسؤول الألماني عن أسفه لعدم نجاح بلاده في إقناع دول أوروبية أخرى بمقاطعة المؤتمر، مشيرا إلى أنه "كان من الأفضل أن يتم اتخاذ القرار (المقاطعة) في وقت مبكر وأن تتخذ المزيد من دول الإتحاد الأوروبي نفس الموقف الألماني".
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون صباح اليوم المؤتمر المثير للجدل وأعرب عن أسفه لمقاطعة العديد من الدول.
مخاوف من أن يستغل المؤتمر لإدانة إسرائيل
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل وهولندا وإيطاليا واستراليا ونيوزيلاند حتى الآن مقاطعة المؤتمر، بينما قررت بقية دول الاتحاد الأوروبي المشاركة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أن باريس ستشارك في المؤتمر. وقال كوشنير، وفقا للمصدر نفسه، إن بلاده ستنسحب، مثل غيرها من الدول الأوروبية المشاركة، في حال تلفظ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بكلام "معاد للسامية". وقال كوشنير عبر إذاعة فرانس انفو "يجب أن نكون واضحين. لن نسمح بتجاوزات كلامية. إذا أراد الرئيس احمدي نجاد العودة إلى النص الذي يصعب تقبله أو إذا تلفظ باتهامات عنصرية أو معادية للسامية، سنغادر القاعة فورا".
ويخشى الغربيون أن يصبح هذا المؤتمر، مناسبة لتوجيه انتقادات لإسرائيل ولإصدار بيانات وتصريحات معادية لسياستها. وكانت دوائر حكومية مطلعة في ألمانيا أكدت في وقت سابق أن مشاركة برلين في مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية في جنيف غير مؤكدة رغم التوصل لحل وسط بشأن البيان الختامي للمؤتمر، الذي تخشى إسرائيل من أن يتمخض عن إدانتها.
ونسب لمفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، قولها إن هذا البيان الختامي سيتجنب الإشارة لجميع النقاط الخلافية مثل الإشارة إلى الصراع في الشرق الأوسط، وذكر ما يمكن اعتباره إساءة للأديان. وتخشى ألمانيا من إدانة المؤتمر لإسرائيل بسبب ممارساتها كقوة احتلال للأراضي الفلسطينية دون إدانة الجانب الفلسطيني. كما أدانت أطراف ألمانية من بينها ممثلون عن اليهود مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في المؤتمر رغم عدائه الصريح لإسرائيل و إنكاره للمحرقة اليهودية "الهولوكوست".
إسرائيل تدعو إلى مقاطعة أحمدي نجاد في جنيف
ومن جانبها دعت إسرائيل إلى مقاطعة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في بداية مؤتمر الأمم المتحدة بشأن العنصرية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس الأحد أن سفير إسرائيل لدى مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف، روني ليشنو ياعر، أكد أن إسرائيل وغيرها من الدول ستواصل ممارسة الضغوط على سويسرا لحملها على إلغاء لقاء الرئيس السويسري هانز رودولف ميرز بالرئيس الإيراني على هامش مداولات مؤتمر "ديربان 2".
لكن السفير الإسرائيلي كان قد أعرب مع ذلك عن شكوكه في إمكانية أن تفضي هذه الضغوط إلى إلغاء هذا اللقاء. وقال إنه يأسف لكون جدول أعمال مؤتمر ديربان يناقش قضايا سياسية تثير الكراهية بدلا من المواضيع الخاصة بمحاربة العنصرية. وذكر أن إسرائيل طلبت من ميرز عدم مصافحة أحمدي نجاد كونه برايه يدعم الإرهاب كما يرفض الاعتراف بحق الكيان الإسرائيلي في الوجود.
وسيكون أحمدي نجاد من القادة الرئيسيين، الذين يتحدثون في المؤتمر، الذي يهدف إلى تقييم مدى التقدم الذي أنجز منذ مؤتمر ديربان الأول بجنوب أفريقيا في عام 2001.
وقال ليشنو ياعر لراديو إسرائيل إنه باستضافة أحمدي نجاد ستتودد سويسرا "بطريقة مخزية" إلى شخص ينكر الهولوكوست ويكره إسرائيل. وأضاف السفير الإسرائيلي أنه حتى إذا كان القصد من وراء ذلك هو تشجيع الرئيس الإيراني لجعل موقفه معتدلا فإن الاجتماع سيحقق نتيجة عكسية.
وترى إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا على كيانها حيث يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو تطوير القدرة النووية الإيرانية المحتملة بأنه أكبر تهديد عالمي. وترفض إسرائيل المشاركة في مؤتمر مكافحة العنصرية حيث تخشى من أن يهيمن على مناقشاته قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما جرى في المؤتمر الأول عام 2001 .
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد انسحبتا أثناء أعمال المؤتمر الأول الذي عقد في ديربان بجنوب أفريقيا عام 2001 بعد أن تعرضت الدولة العبرية للهجوم والنقد بسبب الإيديولوجية الصهيونية التي قامت على أساسها.
مقاطعة أمريكية لـ"ديربان 2 "
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت السبت المنصرم أنها ستقاطع المؤتمر بسبب الخلافات بشأن إسرائيل وحق حرية التعبير عن الرأي. وفضلا على إسرائيل والولايات المتحدة أعلنت كندا في وقت سابق مقاطعتها له بسبب مخاوف من تركيز الدول الإسلامية بصورة حصرية على معاملة الدولة اليهودية للفلسطينيين. وانضمت نيوزيلاند إلى قائمة الدول المقاطعة، حيث أعلنت الخارجية النيوزلندية اليوم عن قرار عدم حضور المؤتمر.
وقالت الولايات المتحدة إنه على الرغم من تعديل الوثيقة، التي سيناقشها المؤتمر، إلا أنه لا يزال يوجد بها أجزاء غير مقبولة بالنسبة لها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود إن نص الوثيقة لا يزال "يحتوى على لغة مثل تلك التي جاءت في إعلان ديربان وبرنامج العمل لعام 2001 والذي طالما قالت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأييده".
ل.م، د ب أ، ا.ف.ب، رويترز
تحرير: ابراهيم محمد