ألمانيا تشجع الشركات على التدريب المهني
١١ يناير ٢٠١٤قارب تدريب مايكه سكوبين على مهنة فنية الأسنان على الانتهاء، فقد نجحت مؤخراً في آخر امتحان قبل إكمال تدريبها.كما أن أريس كودوديموس، صاحب الشركة التي تتلقى مايكه تدريبها العملي فيها، مصمم على إتاحة فرصة عمل لها في شركته. ويقوم صاحب الشركة من أصل يوناني بتدريب الشباب بكل سرور، فهذا مفيد من الناحية الاقتصادية أيضاً، كما يقول. وفي هذه الأثناء، يتلقى الشاب الثالث تدريباً مهنياً عند كودوديموس. لكن موقف صاحب الشركة استثنائي، فأقل من ربع الشركات في ألمانيا فقط تقوم بالتدريب المهني. وتبلغ هذه النسبة في شركات المهاجرين 14 في المئة فقط.
الربط بين التدريب العملي في شركة والتدريب النظري في مدرسة مهنية، كما هو منتشر في ألمانيا، غير معروف في دول كثيرة. ولم يتلق معظم المهاجرين من الجيل الأول مثل هذا التدريب المزدوج، حسب ما يقول أوزغور نالشاشيوغلو، مدير مركز التنسيق لشؤون التدريب والهجرة في وزارة التعليم الألمانية. وتأسس المركز عام 1999 بهدف دفع المزيد من رجال الأعمال من أصول مهاجرة إلى توفير فرص تدريب ومساعدة للشباب من أسر مهاجرة على إكمال تدريب مهني. ومنذ ذلك الحين، نجح المركز في توفير 9000 فرصة تدريب تقريباً، معظمها في شركات أقدمت على التدريب المهني لأول مرة.
ضمان مستقبل للشباب
ويقول نالشاشيوغلو: "إن هناك العديد من الشركات التي يشتغل فيها عدد قليل من العاملين وتريد في الوقت نفسه أن تشكل قدوة وأن تضمن مستقبلاً للشباب".
هل يعني ذلك أن يتلقى الشباب من أسر المهاجرين تدريباً في شركات المهاجرين فقط؟ كلا، كما يقول مدير مركز التنسيق لشؤون التدريب والهجرة، مضيفاً أن هناك جدوى في ذلك في بعض الحالات، فهناك شركات تحتاج إلى عاملين يعرفون لغة أصحابها الأم. ويتابع أوزغور نالشاشيوغلو: "من جهة أخرى، فإن هناك شركات أيضاً تبحث عن متدربين من أصل ألماني لأنها تعتقد مخطأة أنهم يجيدون استخدام اللغة الألمانية أكثر من الشباب من أصل أجنبي". وتشير خبرات مركز التنسيق إلى أن أول متدرب فقط في الشركة ينتمي في حالات كثيرة إلى أصل صاحب هذه الشركة. وفيما بعد، لا يلعب ذلك أي دور.
التدريب في شركات المهاجرين متكافئ
توجه المسؤولون من مركز التنسيق لشؤون التدريب والهجرة من شركة إلى أخرى لإقناع أصحابها بمزايا إجراء التدريب المهني. ومنذ تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، تعمل فروع تابعة للمركز في ست مدن كبيرة. ومن المقرر افتتاح المزيد منها. وإذا أراد صاحب شركة القيام بالتدريب المهني رغم أنه لا يعرف كيف يتم ذلك، يمكن له أن يحصل في أحد فروع المركز على استشارة.
ورغم أن أريس كودوديموس أصبح أستاذاً في حرفته بألمانيا، إلا أنه هو أيضاً لجأ إلى خدمات مركز التنسيق لشؤون التدريب والهجرة، ففرع المركز في مدينة كولونيا توسط له بأول متدربة في شركته، إذ أن الأوضاع تغيرت في هذه الأثناء، فبينما افتقرت ألمانيا سابقاً إلى فرص التدريب، إلا أنها تفتقر اليوم إلى طالبي التدريب المناسبين، كما يقول مدير مركز التنسيق أوزغور نالشاشيوغلو، الذي يتابع بالقول: "نقيم اتصالات مناسبة بمنظمات المهاجرين والمدارس".